ثقافة و فن

ندوتان وتكريم الفنان صلاح تيزاني وتوقيع كتب في اليوم ما قبل الأخير لمهرجان الكتاب في انطلياس

 

أقيمت ندوتان جديدتان في إطار نشاطات اليوم التاسع من مهرجان الكتاب، الذي تنظمه الحركة الثقافية – أنطلياس في نسخته الأربعين بعنوان “ثقافة الحرية والمئوية الثالثة للحضور الأنطوني في أنطلياس”، وكرم الفنان صلاح تيزاني تقديرا لمسيرته الفنية الطويلة.

وكانت الندوة الأولى عن كتاب رئيس مؤسسة أرض المبدعين الأستاذ كمال بكاسيني “المفاهيم الخاطئة وثورة تشرين”، في حين ناقشت الثانية “المأزق الاقتصادي والمالي: المخارج الممكنة”، وتخلل اليوم التاسع توقيع كتب.

تكريم “أبو سليم”

وقالت بريجيت كساب التي أدارت تكريم الفنان صلاح تيزاني: “في هذه الأمسية، سوف نركب واياكم عربة الزمان ونعود الى الوراء، الى سنين حيث كنا نتسمّر على شاشات التلفزيون لنضحك ونستمتع بمشاهد المسلسلات التلفزيونية اللبنانية الشيقة والمضحكة ونتكلم هنا عن مسلسلات ابو سليم الطبل وفرقته المسموح مشاهدتها من قبل الاهل قبل النوم. كانت المسلسلات التي يحق لنا مشاهدتها اطفالا، معدودة، إذ يحرص الآباء والامهات على انتقاء الجيّد منها التي لا يمكن ان تفسدنا باي شكل من الاشكال. من منّا لا يذكرسيارة الجمعية، والابواب السبعة حيث كنا ننتظر اسبوعا بكامله لنعرف ماذا وراء هذه الابواب باب تلو باب”.

أضافت: “في هذه الامسية سوف نحاول أن نرد البعض من هذا الجميل من خلال تكريم الفنان صلاح تيزاني أو أبو سليم كما عرفناه دائما. هو من عرف كيف يضحكنا إذ إن هذه المهمة من أصعب المهام على الاطلاق. أن تتمكن من إضحاك الناس وتسليتها من خلال شخصية أو موقف او كلمة او حركة، فكانت أعمال أبو سليم متماسكة مترابطة من حيث الدور والشخصية والحركة بإحساس مرهف وشغف كبير لما يقوم به حيث يظهر جليا في أعماله. لم يتعلم التمثيل والكتابة في الجامعات إنما عاش بين النالس الطيبين البسطاء واستلهم منهم الطيبة والحنكة والمعرفة ووضعها بقالب هزلي كوميدي احبه الناس وعشقوه حتى انهم صاروا يقلدونه في الواقع”.

وختمت: “أفتخر شخصيا بأن أجلس اليوم الى جانب الفنان المبدع أبو سليم الذي سكن ذاكرتي طفلة واحببت أعماله المسرحية والتلفزيونية والسينمائية أعجبت بالشخصيات التي رسمها كتابة وحوارا وتمثيلا”.

قسيس

وبعد عرض فيديو تحدث فيه تيزاني عن مسيرته الفنية منذ الطفولة وكل ما اعتراها من صعوبات وتضحيات وعطاءات، قال نقيب الفنانين المحترفين جان قسيس: “متكئا على سنوات العمر، ما زال على شباب العطاء، عامرا بالفرح والحب. سيد الضحكة هو، رسمها على شفاهنا مذ كنا أطفالا، وغرس في ذاكرتنا حكايات الوطن والناس، ومسح عن جباهنا ملامح التعب، ولم يتعب هو. تعرفونه جميعا وربما لا. تعرفون “أبا سليم”، لكنكم لا تعرفون صلاح تيزاني”.

أضاف: “قد تكون الأعوام القليلة الّتي قضاها أبو سليم على مقاعد الدراسة، غير كافية ليطلع من إِهابها علم كبير، غير أنَ ذلك اليَّ الصغير عرف كيف يعتنق مدرسة الحياة، على قساوتها، ويغرف منها التجربة تلو الأخرى، متسلحا بموهبة فذة حباها الله على الفطرة وعلى السجية الطيبة، وإِلا، فكيف لإِنسان يكاد أَن يفك الحرف، أَن يخط لنفسه مسيرة فنية حافلة بالعطاءات”.

وقال: “في كتابه “أيَّام من ذاكرتي”، يروي صلاح تيزاني شيئا من سيرته الذاتية مؤكدا أن ميوله الفنية برزت لديه في سن الخامسة، حيث كان يجمع رفاقه الصغار ويدبر لهم المقالب المضحكة. حياته لم تكن وردية، إذ توفي والده حين كان صلاح يبلغ بالكاد السابعة عشرة، فاضطر إلى العمل لإعالة أمه وإخوته”.

وأردف: “أبو سليم، مهما قلنا فيك نبقى قاصرين. أنت الّذي حبستنا في دائرتك الجميلة منذ أكثر من خمسة وسبعين عاما، ونقلتنا على أجنحة الفرح إلى عالم أحببناه وأحببناك فيه. وكم حملت في أعمالك وجع الوطن الّذي لم ينته بعد. ما تركت موضوعا لم تكتب فيه، وكأنك شبه نبي برؤيتك الصارخة، إستشرفت المآسي الذي عاشها هذا الوطن وما يزال، وقد أعطيته عمرك كله ولم يعطك شيئا في المقابل.أطال الله في عمرك، وأبقى لنا فنك ولبنان”.

تيزاني

بدوره شكر تيزاني المكرمين على لفتتهم وشدد على الإخلاص للعمل وقال: ” العمل هو الأكثر أنانية لأنه لا يقبل أن يشرك به ومن لا يكون خادما لعمله مهما كان فلن ينجح فيه، ولن ينجح بحياته”.

أضاف: “عانينا كثيرا في حياتنا وفي مسيرتنا الفنية ورغم كل تحذيرات الأهل إنخرطنا للنهاية حيث في البيئة التي عشناها فيها في طرابلس كانت تحرم وتزدري الفن والتمثيل، وتطرق الى كل ما يعترض المجال الفني ويجعله أصعب ولا سيم عدم تقبل العائلة والمجتمع”.

وشهد يوم ما قبل ختام المهرجان توقيع كتب، إذ وقع كل من د. سيمون كشر كتابه “التغيير السياسي في مجتمع تعددي: تجربة فؤاد شهاب”، والعميد المتقاعد أنطوان الحلبي كتابه “الخيار الأخير” في جناح دار سائر المشرق، كما وقع بكاسيني كتابه موضوع الندوة في جناح “أرض المبدعين”.

كذلك واصل الأب مخايل روحانا توقيع كتابه “الجمهورية الخامسة” المستمر حتى نهاية المهرجان في جناح منشورات الأب روحانا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى