مقالات

الجمهورية اللبنانية الى أين في العام 2023؟



الإعلامية أماني نشابة

على الرغم من الانهيار الذي ضرب كلّ القطاعات اللبنانية،وأسرع مما دوّن في سجلّات البنك الدولي وأصبح الكثير الكثير من المواطنين دون خط الفقر وفقراء، وصنفت الأزمة اللبنانية من أسوأ الأزمات الإقتصادية على مستوى العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر.
تراجع صرف الليرة مقابل الدولار يتوالى مساهما في شلّ كل القطاعات في الوطن، ومع المراوغة في انتخاب رئيس للجمهورية العتيدة، خلفاً لجمهورية “جنهم”، لم تظهر حتى السحابة البيضاء حتى تبشرنا بإنقشاع الأزمة السياسية وحلول رئيس جديد.
تتوالى صفقات النكبات الاقتصادية، في وجه المواطن اللبناني، بدءاً من ارتفاع فاتورة مولد الكهرباء، وامتدادها الى بقية السلع والخدمات التي بدورها تضاعفت مئات المرات.
أحد الخبراء الاقتصاديين، كان أكد في حوار صحفي نشر مؤخراً إلى أنّ لبنان يحتاج بالحد الأدنى الى ما يقارب 6 مليارات دولار، لإنعاش الصناعة التي بدورها ستدر على البلد حوالي 3 مليار دولار، إضافة الى أن عائدات السياحة تقدّر بحوالي 3 مليار سنويًّا، ولا يمكن تجاهل الصادرات الزراعيّة، على الرغم من حالة التأرجح سيصل حجم عوائدها ما يقارب مليار دولار، ليصل المجموع حوالي 13 مليار دولار في السنة.
الحراك السياسي الدولي والعربي على حد سواء، يصر على رئيس توافقي للجمهورية، حراك يحصل بين فرنسا وبعض الدول العربية وحتى الولايات المتحدة، لاقناع الأفرقاء اللبنانيين بانتخاب على رئيس توافقي، فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ما زال يحاول جاهداً إيجاد مخرج للأزمة اللبنانية دون جدوى، حتى التسريبات عن الاجتماع الثلاثي الذي عقد في العاصمة الفرنسية، لا يشير بتحرّك جدي تجاه لبنان، لكن الواقع يختلف عن التسريبات والتمنيات.
دبلوماسي أوروبي كان صرح بأن الاجتماع الثلاثي “الفرنسي – الأميركي – السعودي” ذو سياق روتيني، لن ينتج منه أي تحرّك، كل ما سيتم بحثه فقط زيادة المساهمات في الصندوق الفرنسي – السعودي لدعم الشعب اللبناني في الصحة والغذاء، وخصوصاً محاولة فرنسا زيادة المساهمة السعودية في هذا الصندوق.
الدبلوماسي الأوروبي اضافة الى أن المملكة العربية السعودية، في الوقت الحالي “ليست في وارد التدخل السياسي في لبنان، حتى لو كانت فرنسا تحاول إدخالها من بوابة هذا الصندوق”، قطر من جانبها تحاول الدخول على نفس الخط لإيجاد حلّ للأزمة اللبنانية، لكن تبقى العقدة بأن الدول الكبرى تأبى إلا أن يكون الدور الأكبر للمملكة العربية السعودية.
في الختام، يُمكن لفرنسا أن تكون لاعباً أساسياً بمنطقة الشرق الأوسط عموماً وفي لبنان خصوصاً لما للعلاقة الوطيدة التي تربطها على مدار التاريخ بها أن يكون لها الكلمة العليا بشد همة افرقاء اللبنانيين لمحاولة إنقاذ نفسهم وأن لا يتكلوا على المبادرات والتحركات الخارجية، عبر
التوافق في ما بينهم لانتخاب رئيس يكون له دور أساس في إعادة انتظام الدولة ومؤسساتها.
إلى ذلك تبقى دولة لبنان الكبير في مئويتها الثانية بلا رئيس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى