سياسة

عودة :”نسأل الله أن يبعد عن بلدنا كل شر وتشرذم ويأس”.

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس، بحضور حشد من المؤمنين.

بعد الإنجيل المقدس ألقى عظة قال فيها: “سمعنا في إنجيل اليوم عن شفاء يسوع امرأة منحنية الظهر يوم سبت. تأتي هذه الحادثة بعد كلام الرب على التوبة ثم على التينة غير المثمرة التي أعطاها الفلاح فرصة أخيرة لتحمل ثمرا وإلا سيقطعها. أظهر الرب أهمية التوبة وضرورة عدم الإبطاء في طلبها، ثم شفى المرأة فكانت مثالا عمليا على أن من يقدم توبة حقيقية يحصل على راحة من الضعف والانحناء اللذين تسببهما الخطيئة التي تثقل كاهل الإنسان الذي أتى المسيح ليحرره منهما ومن مكائد إبليس وعبوديته. بالتوبة نحصل على فرصة جديدة لنثمر ثمار الروح القدس، والانحناء الوحيد المسموح به للمؤمن يكون بسبب كثرة الثمار التي يحملها، أما إذا انحنى تحت وزر الخطايا، فسيأتي وقت تكسر فيه أغصانه وتلقى في النار”.

وتابع: كثيرون من الزعماء والمسؤولين ومن بعض فئات الشعب في هذا البلد يشبهون رئيس المجمع، ويظنون أنهم يطبقون الناموس، لكنهم بالفعل يزيدون الأثقال على كاهل المواطن. فرغم ضيق حال المواطن لا تفوت الحكومة فرصة من أجل فرض رسوم وضرائب جديدة، فيما نسمع بصفقات ومناقصات مشبوهة ربما تفوت على الدولة أموالا طائلة. وعوض تعزيز الجباية، ومكافحة التهريب، ومنع التهرب الضريبي والجمركي، والتغاضي عن استغلال عقارات الدولة، تقترح زيادات على الضرائب والرسوم من أجل زيادة إيراداتها، بصرف النظر عن مستوى دخل المواطنين أو إمكانياتهم المالية، وقد هدرت أموالهم في المصارف بسبب أخطاء يتبرأ الجميع منها. لو شهد بلدنا محاسبة فعلية لما هدر المال العام، ولما خسر المواطنون ودائعهم وانهار الإقتصاد ومعه البلد. ولكن كيف يحاسب مجلس النواب، الذي ينوب عن الشعب ولا يجتمع، حكومة هي صورة مصغرة عنه؟ كيف تتم المحاسبة إن لم يكن فصل حقيقي للسلطات. من هنا ضرورة انتخاب رئيس للبلاد في أسرع وقت ممكن، وتشكيل حكومة تتولى إدارة البلد وحماية البشر وتأمين الاستقرار وتفعيل عمل المؤسسات وملء كل الشغور فيها لكي تعود عجلة الدولة إلى العمل، وتستقيم الأمور العالقة. هذا بالإضافة إلى ضرورة وجود سلطة تنفيذية فاعلة في هذه الظروف المصيرية، تتولى حفظ سيادة لبنان وصون حدوده وحمل صوته إلى حيث يجب، والدفاع عن وجوده ومصيره وحقوقه كي لا يكون ورقة يتلاعب بها الجميع بما يناسب مصالحهم، وكي لا يكون ساحة يستغلها كل من أراد تصفية حساب أو تسجيل موقف”.

وختم: “دعوتنا اليوم أن نشعر بمحبة الرب الذي تجسد من أجل خلاصنا، وأن نرفع ظهورنا المنحنية بثقل الخطايا، تائبين ومعترفين، لكي نهيئ ذواتنا لاستقبال ملك المجد. وصلاتنا أن يترأف الرب بنا ويسمع دعاءنا ويبسط سلامه على منطقتنا وعلى بلدنا ويرأف بإنسان هذه المنطقة التي ما برح شبح الحرب مخيما عليها، يفتك ببشرها وحجرها بوحشية فائقة، والضمير العالمي غافل، يتلهى بأولوياته. نصلي من أجل كل طفل يقهر وكل بريء يظلم وكل بلد تنتهك حقوقه وكل شعب يشرد، ونسأل الله أن يبعد عن بلدنا كل شر وتشرذم ويأس”.

زر الذهاب إلى الأعلى