سياسة

خلدون الشريف: هبة المليار “رشوة مقبولة”.. ورئاسة الحكومة ليست مطروحة على الطاولة

 

أكد الدكتور خلدون الشريف أن لا إمكانية لحلّ ملف النازحين السوريين في لبنان ما لم يكن هناك نصاب سياسي كامل، معتبراً أنّ موضوع طرح اسمه لرئاسة الحكومة ليس على الطاولة في الوقت الحالي.

وقال الشريف في مقابلة ضمن برنامج “اساس الحكي” على موقع “أساس ميديا” إن ملف النازحين السوريين لا يمكن حله ما لم يكن هناك نصاب سياسي كامل في لبنان، أي أنه يجب أن يكون هناك رئيس للجمهورية وحكومة غير مستقيلة ولا تقوم بتصريف الأعمال.

وفيما أشار الشريف موافقته على توصيف هبة المليار يورو للبنان بأنها “رشوة” للحكومة اللبنانية حتى تستضيف أو تبقي النازحين السوريين، فإنّه اعتبر أنّها “رشوة مقبولة”، مذكراً كيف تعاطى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع الاتحاد الاوروبي عندما بدأت أزمة النازحين، وحينها قال لهم بأنّه سيفتح الحدود ويترك السوريين يذهبون لأوروبا، وكانوا يعطونه 7 مليار كل عام، “وهذه اسمها رشوة بالطبع في صيغة مساعدات، لأن الاتحاد الاوروبي يريد حماية حدوده من النازحين ويريد أن يبقيهم في الدول المضيفة”.

ورأى بأن “تعهّد أوروبا بمليار يورو لم يتقرر بالأمس بل هو مقرر مسبقاً، وهذه المليار مقسمة لثلاث أقسام فهناك 200 مليون يورو للجيش والقوى الأمنية لضبط الحدود وهذا نحتاج إليه سواء على الحدود البرية مع سورية أو البحرية، والثاني هناك نحو 700 مليون للنازحين والجهات المضيفة مثل القرى والبنى التحتية، أما الباقي فهو للصيادين، ومن المقرر توزيعها حتى العام 2027”.

إلى ذلك، اعتبر الشريف أن “الأموال المخصصة للجيش والقوى الأمنية ستطبق بشكل صحيح كما هي العادة، أما 700 مليون فسيتم منحهم لجمعيات غير حكومية تتعاطى مع الاتحاد الأوروبي ليقوموا بتنفيذ المشاريع، ورغم ما يمكن أن تأخذه هذه الجمعيات من هذه الأموال من رسوم إدارية ونفقات للعاملين إلا أنه سيتم صرفه في الاقتصاد اللبناني”.

وحول ارتباط دفاعه عن الرئيس ميقاتي في كونه كان مستشاراً سابقا له، أوضح بأنه كان مستشاراً له لغاية عام 2020 فقط، وليس هناك علاقة أو تواصل بينهما حالياً، وما قاله عنه أو عن الحكومة ليس دفاعاً عن ميقاتي، مبينا بأن ما يتم فعله بشكل صحيح يستوجب التصفيق له، وما يتم فعله بشكل خاطئ يستوجب الانتقاد، فليست وظيفته أن يطبل لأحد أو أن يشتم أحد، فهو رجل مستقل تماماً.

وأشار إلى أن ما بدأته اليوم هذه الحكومة يبنى عليه ويمكن من خلاله تقرير الخطوات التي أخذوها على المستوى الأمني وعلى مستوى الترحيل، وهذا حقّ للبنان لأن أوروبا وأميركا هما اللتان طلبا من لبنان فتح الحدود، واستقبال النازحين، فحق لبنان أن يقول لهم تحملوا مسؤوليتكم.

وعن استنجاد الرئيس نجيب ميقاتي بالرئيس نبيه برّي للدعوة لجلسة نيابية لبحث ملف النازحين لوقف ما أسماه بالاستغلال السياسي الرخيص، اعتبر الشريف بأن بيان ميقاتي كان شديد التوتر بلا داع، وأن رده لا يتناسب مع حجم الهجمة، ورأى أن الجلسة النيابية لن تحدث.

وعما إذا كان يطمح أن يكون رئيساً للحكومة، بيّن الشريف بأن “هذا الكلام لا يفيد فلم يحن وقت رئاسة الحكومة وليست مطروحة على الطاولة، وهذا الموضوع يتعلق بأمرين الأول وهو الرغبة بأن أقول أنا أريد أن أترشح، والثاني أن أؤمن النصاب القانوني الذي يسمح للنواب بتسميتي، مؤكدا على أن هذا الأمر ليس مطروحا حاليا على الطاولة”.

وحول ما إذا كان النظام في سورية يستخدم ورقة النازحين للضغط على الدول العربية، لفت الشريف إلى أنّه “على الإنسان أن يتكلم الحق كما هو، فعدد من الدول العربية قامت هي بالانفتاح على سورية فالإمارات قامت بالانفتاح على سورية قبل فتره طويلة، والمملكة العربية السعودية تلت الإمارات ودعت الرئيس السوري لحضور القمة العربية واليوم يمكن أن يحضر قمة البحرين”، ورأى الشريف أن “سورية بلا شك تشكل عاملا ضاغطا، ولكن في الوقت نفسه واضح أننا وصلنا مرحلة تتغير فيها المعطيات ويجب أن يقارب الملف السوري لبنانيا من زاوية عربية، ومن ضمن السياق العام التي تسير فيه بعض الدول العربية الأساسية”.

زر الذهاب إلى الأعلى