مقالات

منجد :”سباق بين الإبادة ووقف النار في غزة ولبنان. البطريرك الراعي يدعو للإلتزام بالقرار 1701. وأهالي وتجار المدينة مستأوون من الإخلال بالأمن”

 

 

صدرت مقالة بقلم الكاتب صفوح منجّد في موقع ناشطون تحت عنوان:”سباق بين الإبادة ووقف النار في غزة ولبنان. البطريرك الراعي يدعو للإلتزام بالقرار 1701. وأهالي وتجار المدينة مستأوون من الإخلال بالأمن” جاء فيها:

★ ضربات العدو الإسرائيلي وعدوانه على غزة وجنوب لبنان وبلدان عربية أخرى ومن بينها مناطق في سوريا والعراق مستمرة، ولا يبدو أن إسرائيل تقيم أي وزن للأعياد والمناسبات الدينية وبصورة خاصة في لبنان وفلسطين، وهذه الإعتداءات التي هي اشبه بجرائم الإبادة العنصرية التي يجيدها الصهاينة ولا ينفك عن إستخدام كافة أنواع الأسلحة الثقيلة التي يزوده بها قادة أميركا وبلدان أخرى تمتهن التمييز العرقي، لا يبدو معها أن المنطقة قادمة على سلام وتهدئة بما في ذلك “تبخر” الإتصالات لوقف إطلاق النار بالرغم من تصاريح بعض المسؤولين المنحازين إلى العدو الذين يروجون لإتفاقات وتسويات ولكنها في الحقيقة هي “أحلام” يحاولون بثها والترويج لها لدى بعض الحكام في المنطقة لمجرد تهدئة الخواطر ليس إلا، وإتاحة المجال أمام العدو لتنظيم إستعداداته الميدانية تمهيدا للحرب في رفح من جهة وشن هجمات على لبنان ومناطق تواجد قوات حزب الله وتوسيع إستهدافاته لقادة الحزب ومراكز تجمعاته ومخازن أسلحته في الإقليم.

لذلك لم تستغرب العديد من القوى اللبنانية والعربية هذا النهج الذي يتّبعه العدو الإسرائيلي مع المبعوثين وممثلي الدول الذين يسعون لإجراء المحاولات ودرس الخطط الكفيلة بإنهاء حالة القتال وعلى الأقل وقف أعمال القصف وإتاحة المجال للإتصالات، على الرغم من عدم وجود قناعة لديها بأن إسرائيل جادة في عملية البحث عن حلول لوقف عدوانها، وما الحديث عن هدنة بمناسبة الأعياد إلآ (نكتة سمجة) لا أصل لها ولا فصل.

لذلك فإن قيامة لبنان لا تزال بعيدة. وكيف يمكن أن تكون وتحصل هذه القيامة؟ والدولة مصادرَة، ولا كلمة لها في قرار الحرب والسلم؟ وهو ما حمل البطريرك الراعي على أن يرفع الصوت عاليا في رسالة الفصح، إذ دعا اللبنانيين إلى كلمة سواء، تعلن وقف الحرب فوراً ومن دون إبطاء والتزام القرارات الدولية لاسيما القرار 1701 فهل يستجيب “حزب الله”؟ أم أن ما كُتِب في طهران قد كُتب؟! وتحييد الجنوب عن آلة القتل الاسرائيلية وإعلاء مفاهيم السلام والقيامة على سواها من المفاهيم المغلوطة”.

ففي الجنوب كان “سبتُ النور” ناراً، والقصف لم يتوقف. وقد سُجل تطور جديد تمثل في استهداف دوريةٍ لقوات “اليونيفيل”، ما أدى الى جرح ثلاثةِ ضباط، ومترجمٍ مدنيٍ لبناني، في حين نفى الجيش الإسرائيلي أن يكون الفاعل، وأعلنتِ القوات الدولية أنها تحقق في مصدر الضربة.

أما على صعيد المواقف، إسرائيل لا تزال تواصل تهديداتها لحزب الله، فيما تؤكد الولايات المتحدة أنها تسعى لحل ديبلوماسي يجنب جر جنوب لبنان إلى صراع طويل.

وفي هذا المجال فإن عطلةُ عيد الفصح فرضت نفسَها، فلا جديدَ يذكر! وخصوصاً على الصعيد الرئاسي، باستثناء الموقف المتقدم الذي أعلنه البطريركُ الراعي، إذ أشار إلى رئيس مجلس النواب من دون أن يسميه، معتبراً “أن المجلسَ ورئيسَه يحرُمان عَمداً، ومن دون مبررٍ قانوني، لبنانَ من رئيس”.

وفي المعلومات أن الراعي سيستكمل اليوم، في عظة الفصح، المواقفَ التي أعلنها. في وقت عُلم أن “حزب الله” يحشُد لأوسعِ مشاركةٍ في عيد القدس يومَ الجمعة المقبل، وأنه ستكون للسيد حسن نصر الله كلمةٌ يتطرق فيها إلى الأوضاع في الداخل وعلى الحدود.

والسؤال هل عدنا إلى “إستخدام الساحات للإختلاف ونقل الرسائل؟” أم أن الأمور قد تسير نحو الإنفراجات الداخلية لتجنيب لبنان المزيد من “الخضّات” التي لا تجلب على البلد إلآ التشنجات وشد العصب والمزيد من الخلافات وربما المواجهات في حين أنّ لبنان لم يزل بإنتظار التحرك الجدي والحثيث والشامل للإسراع في عملية الإنقاذ من بوابة الإفراج عن الإنتخابات الرئاسية والإلتفاف معاً قيادات سياسية وحزبية ومؤسسات رسمية وأمنية لتنفيذ الحلول الإنقاذية والإسراع في عملية إعادة البناء قبل أن ينهار الهيكل على رؤوس الجميع؟!

من جهة ثانية تابعت الأوساط الشعبية في طرابلس كما في سائر المناطق اللبنانية ما اُعلن في الإعلام عن “زيادة سعر ربطة الخبز” وبالرغم من أن هذه الزيادة ضئيلة حتى الآن ولا تأثير مباشر لها على حياة الناس وغذائهم غير أن اللبنانيين إعتادوا على “رمي” هكذا أرقام في المرحلة الأولى، وسرعان ما تتحول إلى مؤشر للقادم من الأيام وتمهيدا لإزدياد تصاعدي في سعر ربطة الخبر والمواد الغذائية والتموينية الأخرى حيث إعتاد اللبنانيون على هكذا تدابير وإبلاغها للمواطنين بالقطّارة لتشكل في وقت لاحق وسريع خطرا على جيوب الناس وعلى حياتهم وشؤونهم ولوازمهم الحياتية والمعيشية سيما وأنها قد بدأت تؤشر لمرحلة كارثية في ضوء الزيادات التي ستطال تباعا فواتير الكهرباء والماء ولاحقا الغاز المنزلي والبنزين والمحروقات وغالبيتها قد إرتفعت فواتيرها بشكل مذهل.

والمضحك المبكي في آن أن الزيادة الطارئة على المعاشات ورواتب الموظفين والتي تم تسميتها ب”تحسين مداخيل موظفي الدولة” ولمدة محددة، بأنها مجرد مخدّر لإسكات القطاع العام وإلهائه ب “حبة بونبون” قبيل ما ينتظرهم من مآسي من جراء “الفواتير” التي ستطال كل متطلباتهم الحياتية والإستهلاكية ولوازمهم على كل الصعد المعيشية.

كما تابع المواطنون أعمال القتل والسرقة والثأر التي لا تخلو منها بلدة أو قرية وتشمل مختلف مناطق وأحياء طرابلس وخاصة أماكن التجمعات في المقاهي والساحات العامة، ما جعل المدينة تفتقد إلى رونقها ودورها بمناسبة حلول الأعياد والمناسبات الشعبية والأهلية، وقلّما يبقى سرير فارغ في مستشفى حيث يتقاطر يوميا العديد من المصابين بالرصاص.

الأمر الذي جعل الأسواق الشعبية في المدينة وعشية الأعياد غير آمنة بالنسبة للزوار وللتبضع مما دفع الهيئات الشعبية للتساؤل عن أسباب ترك هذا الوضع المشبوه يجري على هذه الوتيرة وفي هذه الظروف الراهنة التي لطالما إنتظرتها المدينة والجوار سكانا وتجارا، وها هي تتبخّر بقوّة السلاح!!.

زر الذهاب إلى الأعلى