مقالات

مع بدء الشهر الرابع على جرائم إسرائيل في غزة
هجوم سبراني وقرصنة لمراسلات مطار بيروت
الإمتناع عن المشاركة في الإنتخابات الرئاسية جريمة وطنية


 
 
بقلم الكاتب صفوح منجد
نشر في موقع ناشطون
 
 
مع مطلع الشهر الرابع على إنطلاقة “حرب غزة” وإندفاع العدو الإسرائيلي في أعماله العسكرية والإجرامية سواء داخل القطاع وبإتجاه الجنوب اللبناني بصورة خاصة، فإنّ الأوضاع في المنطقة بما في ذلك الأراضي اللبنانية، آيلة إلى المزيد من الخراب والدمار لتحقيق هدفين أساسيين أولهما خارجي ويهدف إلى السيطرة من قِبل العدو على مجمل غزة وتهجير أهلها بإتجاه عدة بلدان عربية وإسلامية، أما الهدف الثاني فيرمي إلى فرض سلطة الأمر الواقع من قِبل العدو على مساحة واسعة من لبنان والإمساك بدفة الحكم، ومن هنا يمكن تفسير ما جرى من إرباك تعرض له مطار بيروت الدولي مساء أمس.
 
ومن هنا يمكن تفسير الصراع الذي يدور بين قيادة العدو من جهة وقوى المقاومة التي تسارع الخطى منذ أمد ليس بالقصير لوضع اليد على مجمل مؤسسات الدولة السياسية والإقتصادية والتحكم بالأجهزة العسكرية.
 
ففي تطور غير مسبوق في سياق حرب غزة “تطاحنت” قواعد الإشتباك المعروفة بين إسرائيل وأحزاب وقوى الممانعة، وما أسفرت عنه المواجهات بين الفريقين من صراعات عسكرية كان آخرها مصرع بعض القادة في كتائب القسام – الجناح العسكري، في ذروة “التخبّط السياسي” وما يهدف إليه من ضرب وتفتيت وتفكيك الرئاسات والحكومات والمؤسسات العسكرية والسياسية والإقتصادية كما أشرنا، وإتاحة المجال أمام “الحزب” لوضع اليد على أبرزمؤسسات الدولة ومرافقها، وليس بعيدا عن ذلك ما سبق وتعرض له مرفأ بيروت من خلال التفجير الإرهابي الكبير لإخراجه عن العمل بصورة مؤقتة ودائمة لاحقا لصالح بعض مرافىء المنطقة، ومن هنا تندرج أيضا مسألة عدم إنجاز الإنتخابات الرئاسية وإخضاع العديد من المرافق العامة للشلل وعدم الإنتاج.
 
كل ذلك يجري والبعض لايزال “يتحفنا” بنظرياته الجوفاء والحمقاء لإبقاء الرئاسة الأولى في شلل لصالح “الدويلة”، الأمر الذي يجعلنا نتساءل أما آن لهذا البلد أن يستقر وأن يتفرّغ  قادته ووزراؤه ونوابه ومؤسساته لإعادة بناء لبنان كما يريده أبناؤه، وإن كان الأمر يفرض الخيار بين الحلم والواقع، فالجواب (أننا سنبقى في حالة حلم حتى تحقيق آمالنا).
 
ومن لا يريد هذا ال (لبنان) فليتخبط بمشاريعه التي لن تجلب له أو تحقق هيمنته لإعادتنا إلى العصر الحجري أو إلى عصور ما قبل التاريخ، فاللعبة إنتهت والكوابيس هي في عقول غيرنا، هذا الآخر الذي سعى ويسعى للإمساك بمسار البلد وبحاضره ومستقبله و”يفرض” بعض القادة والأوصياء على البلد والتحكّم بأهله في محاولة للإطاحة بتنوعه الديني وبأفكاره وإنتماءاته ويطوبها لصالح القائد الأعلى للشرق والغرب و”الكامخ” بينهما، وما على المواطنين سوى “صبر ساعة”.
 
وفي ضوء كل ذلك يبدو أن لبنان قادم على مرحلة حسّاسة وسيتخللها زيارة العديد من الموفدين العرب والأجانب البعض منهم يحمل مقترحات جديدة لإخراج لبنان من دوامته وإن كان أكثرهم لا يحمل معه إسم أو أسماء يمكن الحديث حولها في ما يتعلق بإنتخابات رئاسة الجمهورية، ولكن ذلك لن يحصل بعصا سحرية أو بإعجوبة أو من خلال توقعات المبصّرين، ولكن الأمر يتطلب أن ينزل البعض عن شجرة مطالبه في ما يتعلق بالأسماء المقترحة التي يجري التداول بشأنها.
 
وبهذا الصدد لفت ما صرّح به الممثل الأعلى للشؤون الخارجية في الإتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي سيصل إلى لبنان في الساعات القادمة حيث قال: يجب تجنّب جر لبنان إلى الحرب وأنه يجب تنفيذ القرار 1701 (وهنا لبّ المشكلة) وهذا ما أشار إليه بوضوح البطريرك الراعي إذ ذكر” بأنّ قرار الحرب والسلم يجب أن يعود حصرا إلى الحكومة بثلثي أعضائها وفقا للمادة 65 من الدستور.
 
فهل سينصاع النائب جبران باسيل ويتجاوب مع الأكثرية بالتخلي عن شروطه البلهاء والتي لا تدل إلا إلى فرض المزيد من العقد والشروط بغية تعقيد الإنتخابات الرئاسية وفق شعاره المطروح والمعروف (من بعدي الطوفان) ولكن حان الوقت ليترجّل عن هذه المعزوفة، وإذا أصرّ فيجب عند ذاك التحرّك بقدرة القانون ونزع الحصانة عنه وإخضاعه للمحاكمة بجرم إعاقة العدالة والقانون معا ومنع إجراء الإنتخابات الرئاسية وتعريض البلد للخراب والدمار.
 
 
 
 

زر الذهاب إلى الأعلى