محليات

مستشفى الكورة تغمر موظفيها واطفالهم بفرح العيد

رغم الظروف الاقتصادية الصعبة وبعد توقف استمر لسنتين بسبب جائحة كورونا أعادت إدارة مستشفى الكورة الى قلوب موظفيها واطفالها فرح عيد ميلاد الطفل يسوع. وأقيم احتفال تضمن العاب للأطفال وتوزيع حلوى العيد وسط أجواء عائلية مميزة. والقى مدير عام المستشفى الدكتور وسام عيس كلمة نوه في مستهله بتفاني الكادر الطبي والإداري والموظفين بعملهم الإنساني وقال:
وظفت صوتي عند الصراخ يوم إلتقيت طفلاً هائماً في الطرقات.
سألتني عيناه لماذا جنيتم علي!
إستعدت صحوتي عندما سألتني عجوز طيبة: ما مصيري بعد الآن. أجبت: طفلك معنا في مستشفى الكورة.
إمتطيت أعلى أحصنتي عندما إنهار أمامي شاب يسأل عن علاج.
وما أنا؟ سوى مراهق لم يكبر، وعشيق لا يرتوي.
أظهرت الموانئ معصميها وفتحت المطارات أبوابها وإعتنق الساسة سليلة الفحشاء: فإنصرف الصحابة.
وما أنا سوى فاصلة في جسد هذا الصرح والجميع هنا في لباس المواجهة.
إنها الحرب وكانوا لها.
ضمني نجيب بخبرته ومحبته.
حملني بسّام بعطفه وصرامته.
رفعني فايز بمعنوياته ودعمه.
واجهني أنطون بحكمته وصلابته.
إرتجفت أطراف وليد أمام هول المواجهة فحمل صليبه ومشى.
إختارت كريستين الوداعة والحذر.
حملت هلا هموم الناس فوق هموم الموظفين.
إستدرجت كريستيل المعاجم لحل الألغاز بينما يمتطي حنّا هموم الصيانة حتى آخر وريد في قلبه. أمام حسرة سميرة لظمأ المعرفة وهجرة العارفين.
لن أعدد مئات الهموم لمئات الموظفين، والهم بالمسؤولية يكبر وعلى مدار الساعة. ولن أجد الكلمات للشكر.

وأضاف :إنها مستشفى الكورة: عنوان المعركة والمواجهة.
إنها مستشفى الكورة: التي لم ترفض مريضاً يوماً ولم تسأل عن مال أحد. ولم تتوسل ولن تركع.
إنه وفاؤنا لأهل هذه الأرض الطيبة.
خليّة نحل يفيض عنها السيل ولا يرقى إليها الطير. ليعود في المساء كل واحد منّا إلى مساحة الفاجعة: لا شيء للأطفال سوى المحبة.

وتابع :بإختصار وضعنا يذكرني برسالة طفل فلسطيني إلى أمين عام الأمم المتحدة تقول:
نحن بخير، طمنونا عليكم.
لن أطيل الحديث فأسرق من الأطفال عيدهم ويقول قائل: لقد أطال فأضْجَرَ.
نحن بخير. يقذفنا المدُّ إلى شاطئٍ ضيَّعَ في أصدافه مرفأه.
لا رحيل بعد الآن.
الأطباء وبساطة الأطفال تعهدوا بعناية الموظفين.
الإدارة المالية فتحت فجوة لإستيعاب كلفة عنايتهم.
المعاشات بتصاعد سريع يتعدّى المعهود ليلامس درجة الخطر.
وختم: نحن من بنى وصمم هذا الموقع المقاوم، نهمُّ بالرحيل تاركين لكم دفئ المكان ووعد الإنتصار والكرامة.
لكم الغد ولنا ما لا يمكن لأحد أن يصادره:
مترين من تراب هذا الوطن، وربما بعض الأزهار.
أحبكم جميعاً. وأعيد للأطفال عيدهم. والسلام.

بعدها وعلى وقع الترانيم الميلادية تم توزيع الهدايا على الاطفال.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى