أخبار عكار 🇱🇧

بربر خلال احتفال المدرسة الوطنية الأرثوذكسية بتكريم طلاب الشهادة أبنائِه ولمن يُضحي في سبيله



ببركة راعي ابرشية عكار وتوابعها للروم الارثوذوكس باسيليوس منصور وبرعاية رئيس مجلس الإدارة الاستاذ فادي بربر، احتفلت المدرسة الوطنية الأرثوذكسية في رحبة بتكريم العابرين صف الشهادة المتوسطة بحضور النائب جيمي جبور ، النائب السابق نضال طعمة، مدير كلية عصام فارس في جامعة البلمند بينو الدكتور ايلي كرم، الدكتور وسام منصور وعقيلته، رئيس إتحاد بلديات الجومة المحامي روني الحاج، مدير المعهدالعالي الأرثوذوكسي الأستاذ رياض موسى ،مديرة مدرسة رحبة الرسمية ميرنا سابا، رؤساء بلديات وفعاليات وممثلي جمعيات اهلية، وذلك في قاعة عصام فارس – القصر البلدي في رحبة.

البداية بالنشيد الوطني ثم نشيد للمدرسة، فكلمة ترحيبية لمدير المدرسة الاستاذ جورج رزق جاء فيها:” قبل أن أخاطبَ المكرّمين اليوم، أسمح لنفسي أن أعتبر خطابي موجّها، باسم من رافقهم، ورعاهم، وأحبّهم وتعب في طريقهم، مديرِهم، والمدير الّذي رافق هذه المدرسة منذ تأسيسها، قدسِ الأب بولس الكوسا.
أيّها المكرّمون الأحبّاء، نستعد لاستقبال الميلاد، ومغارة بيت لحم، تتقمّص أحشاء كلّ منكم ليولد فيه الحقّ، رفضا لكلّ ظلم، لقتل الأطفال، لتهجير الشّعوب، ولتزوير التّاريخ. فدعوا النّور ينمو فيكم وأشرقوا بالحبّ أنّى حللتم. وتعلّموا من حكمة الشّاعر عمر أبو ريشة حين خاطب الأمة وقال:
أُمَّتِي هَلْ لَكِ بَيْنَ الأُمَـمِ مِنْبَرٌ لِلسَّيْفِ أَوْ لِلقَلَمِ؟
أتلقّاك وطرفي مطرق خجلا من أمسك المنصرم
أُمَّتِي كَـمْ صَنَـمٍ مَجَّدتِـهِ لَـمْ يَكُنْ يَحْمِلُ طُهْرَ الصَّنَمِ؟
لا يُلامُ الذِّئْبُ فِي عُدْوَانِـهِ إِنْ يَكُ الرَّاعِي عَدُوَّ الغَنَمِ!

وتابع:” تتنوّع مساراتنا ونبقى معتزّين بمستوى مدرستنا المحقّق بفضل كفاءة المنسّقين، وسعي المعلّمين، ووعي كلّ العاملين. بتعاون الأهل الكرام وحسن التّواصل معهم، وبالرّوح الوطنيّة الإنسانيّة المنفتحة على الجميع، الّتي نزرعها في بيئتنا، حرصا على التنوّع الّذي يمثّل غنى بلداتنا وفرادة منطقتنا، وفي المسار التّربويّ، إسمحوا لي أن أعرّج على خبرة طبعت تجربتي الشّخصيّة وصقلتها، فمن النّعم الّتي أُعطيتها تلمذةٌ أعتزّ بها، وإن بقيتُ دون إدراك كامل بهاءاتها، فالمثال الّذي حاولت أن أتماهى معه، جسّدته محبّة سعادة النّائب مدير المدرسة الوطنيّة الأرثوذكسيّة في الشّيخطابا الأستاذ نضال طعمة، وفي مواجهة الأزمات، حيث يزيّن البعض باسم الحضارة دروب العبوديّة، كنيستنا الأرثوذكسيّة الأنطاكيّة، ثبّتت لنا صاريتين معانتدين مشرقيّتين، معلنة قداسة الأبوين الشّهيدين المعاصرين، نيقولاوس وابنه يوحنا، الدّمشقيّين، لتحدّد لنا مسار الجهاد، كيلا يضع تعب ويتلاشى في لجّة السّهاد.
ونشكر الله إذ أعطانا من يعضُدُ تَؤُدَة هوينياتنا، ففي التفاتة إلى القدّيس نيقولاوس الدّمشقي، يذكر كاتب السّيرة: ” كان أخا مخلصا للغنيّ، يرشده إلى عمل الدّراية، ويذكّره بأخيه البائس”، أمّا نحن في هذه المدرسة فلنا أخ غنيّ بأخلاقه ونبالته قبل ماله، يرشدنا هو إلى عمل الدّرايّة، ويذكّرنا بالإخوة البائسين. شكرا من القلب لعطاءاتكم اللامحدودة في هذا الصّرح، حضرة رئيس مجلس الإدارة الأستاذ فادي بربر.

واضاف:” يبقى أن نتساءل، ماذا نتعلّم تربويّا من سيرة القدّيسيّن الشّهيدين.
أوّلا: نتعلّم أهمّية المدارس، فقد كانت مدارسنا الّتي رعياها تجاري المدارس الاجنبيّة، في المستوى والتّفوّق وإبراز مواهب الطّلّاب.
ثانيا: وعي دور المدارس الوطنيّ في تنشئة الأجيال، في الحرص على العروبة والعربيّة، ومواجهة الأفكار الغريبة عن بيئتنا.
ثالثا: الالتزام باستقامة الإيمان، وبخدمة الإنسان، بغضّ النّظر عن انتمائه أو دينه أو ملّته، كما فعل القدّيس نيقولاوس الدّمشقيّ، عام 1909 أثناء مجزرة أضنة.
هذه الثّلاثيّة، تشحذ هممنا متقاطعة بالعمق، مع فكر صاحب السّيادة المتروبوليت باسيلوس منصور الجزيل الاحترام، وتتجلّى بتعليمه وإرشاده ورسمه لسبل تحدّيات العصر. دمتم سيّدي القدّيس ملاكا حارسا، تُقَوّمون بصواب رؤيتكم مساراتنا، عسى عصاكم بامتدادها، تقود الثّغاء، بعناد الرّجاء، إلى استحقاق أعتاب السّماء، فأيّها الأحبّاء جميعا مبارك التّكريم والعقبى لكلّ عام.

ثم ألقى الرئيس بربر كلمة جاء فيها :” مسؤوليّتُنا في خدمةِ أهلِنا ومجتمعاتِنا في كفّة، والخدمةُ التّربويّةُ في كفّةٍ أُخرى، وقد تكونُ هذه الأُخرى هي الأعمقُ، والأهمُّ، والأكثرُ تأثيرا، فالتّربيةُ تساهمُ في بناءِ الإنسان، في حمايةِ القيمِ والأخلاق، ونحن بحاجةٍ إلى ذلك في الأزمنةِ الصّعبة، فعندما تضعَفُ الدّولةُ، وتتراجعُ عدالةُ القانون، ويغيبُ عملُ المؤسّسات، يُمْسِي الرّهانُ على المبادراتِ الفرديّة، كأحدِ رافعاتِ الأمانِ المُجتمعيّ، أساسًا يُبنى عليه. ويبقى احتضانُ المجتمعِ لهذه المبادراتِ، ولأصحابِها، من خلال الموقفِ الإيجابيّ، والكلمةِ الطّيّبة، قادرًا على إكمالِ المشهدِ التّنمويِّ في مواجهةِ التّحدّيات.

وتابع:” حكايتي مَعَ المدرسةِ الوطنيّةِ الأرثوذكسيّةِ تحكمُها هذه المعادلة، انطلاقا من محبّتي لرحبةَ وأهلِها وجوارِها. وَمَنْ أحبَّ بلدَتَهُ رافَقَ حاجاتِها اليوميّة، كانَ شريكًا مُنتِجًا لا مُستثمرًا في مُقَوّماتِ بُناها التّحتيّةِ على حسابِ الدّولةِ وصناديقها. من أحبّ مِنطقتَهُ بنى فيها مؤسّساتٍ تعمّقُ انتماءَ أهلِها إلى أرضِهِم وقِيَمِهِم، وتُوَفّرُ لهم فرص العمل، وتساهمُ في رُقيِّهِم الفكريِّ لتعزيزِ مكانتِهم. وكم بالحريِّ إذا كانت هذه المؤسّسةُ مدرسةً تساهمُ في تنشئةِ الأجيالِ، وزرعِ قيمِ الاستقامةِ إخاءً ومشاركةً ومحبّة، فثقتِي بمدرستِنا الوطنيّةِ الأرثوذكسيّة، ثابتةٌ لنْ تتزعزع، فما بدأْناهُ مَعَ قدسِ الأبِ بولسَ الكوسا الّذي أعطى الكثيرَ في انطلاقةِ هذه المدرسة، نتابِعُهُ اليومَ مَعَ صاحبِ الخبرةِ التّربويّةِ النّاشطة، الأستاذ جورج رزق. كما إنّ كفاءَةَ المنسّقينَ والإداريينَ والمعلّمينَ تعكسُ طموحاتِنا وتجسّدُ رؤيتَنا لِما نريدُه لمستقبلِ هذهِ المدرسة، أمّا أنتم أيّها الأهلُ الكرام، فلكم منّا كلَّ الحبِّ والتّقدير، وإذ نباركُ لكم بنجاحِ أولادِكم، نؤكّدُ خيارَ الشّراكةِ الّذي نخوضُه معا، لنكرّسَ الاستقلاليّةَ الماليَّة لمؤسّستِنا، وأنا أشكر كلَّ مَنْ تَحَمَّلَ مسؤوليَّتَهُ الماليّة لهذا العامِ الدّراسيّ، وأُعلمت بأنَّ الأغلبيّةَ قد فعلَتْ ذلك لغايةِ اليوم، وهذا يُفرِحُنا ويجعلُنا ننظرُ إلى تطويرِ المدرسة، على أكثرَ من صعيد.
تطويرُ المدرسة، أيّها السّادة، هاجسٌ لدى صاحبِ السّيادةِ المتروبوليت باسيليوس منصور الجزيل الاحترام، هذا الرّجلُ استطاعَ أنْ يرتدِيَ مَعَ جُبّةِ الأسقفيّةِ مواهبَ وقدراتٍ، يوظّفُها في سبيلِ خدمةِ الخرافِ النّاطقة، وكلّما ظنَنْتَ نفسَكَ طموحا في مشروع ما، تجدُهُ يتقدَّمُك بأشواطٍ كثيرة. أطالَ اللهُ بعمرِكُم يا صاحبَ السّيادةِ ودمتم قاطعونَ كلمةَ الاستقامة.

وختم :”يبقى أنْ نقولَ للأحبّاءِ المُكَرَّمينَ اليوم، أنتم أملُ هذا البلد، فقد أثبتَتْ كلُّ التّجاربِ أنَّ لبنانَ بحاجةٍ إلى وفاءِ أبنائِه، إلى مَنْ يُضحي في سبيلِه، لِيصونَ عِزَّه وكرامَتَهُ واستقلالَه، بِصدقِ مشاعرِكم، ونقاءِ أفكارِكم، وعفويّةِ مشاعرِكم، الّتي لم تتلوّثْ في صفقاتِ المصالحِ، أنتُمُ الأقدرُ على المباشرةِ في بناءِ لبنانَ الجديد، الّذي نحتاجُه جميعًا، وفّقَكُم الله وكانَ إلى جانِبِكُم في كلِّ خَطوة، شكرا لحضورِكُم، ومبارَكٌ للجميع.

والختام بكلمة للمتروبوليت منصور جاء فيها:” اهلا وسهلا بكم جميعا في هذا الحفل المميز الذي نعود ونؤكد فيه بأن اي مدرسة واي مؤسسة تابعة للمطرانية يجب ان تكون عطاءاتها وخدماتها بجمال جبال عكار وسهولها، فالوطن لا يُزهر الا بتضحيات أبنائه فهو يأخذ شهرته ومسمياته والقابه من نجاحات عطاءات أبنائه”.

وتابع:” لقد اصبح لنا في هذه المنطقة مدرسة مميزة بإستقامة العمل والاخلاق والعطاءات واحترام الانسان ، فلا نقبل الا ان تحترم مؤسساتنا جميع الناس، وهنا اهنأ اهالي رحبة وخاصة اهالي الطلاب الذين يتعبون مع اولادهم اكثر من اولادهم بهذا النجاح والتفوق،ونشكرهم والطلاب على مجهودهم الذي بذلوه كي لا يُخجلوا اهلهم، فجميع الجهود التي نبذلها مرتبطة ببعضها البعض لإنجاح اي عمل وتكامله”.

وختم:”مبارك لنا جميعا بهذا النجاح، وننوه بالاستاذ فادي والمحبة التي يملكها لرحبة التي لم نرها في عكار الا قليلا، فأهلا وسهلا بكم جميعا.

وتخلل الاحتفال عروض مسرحية، والختام بتوزيع شهادات على المتفوقين.

زر الذهاب إلى الأعلى