اخبارلبنان

رعية حدشيت تفتتح الاديرة التي تم ترميمها برعاية البطريرك الراعي

برعاية البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي اقامت رعية حدشيت حفل افتتاح الاديرة التي تم ترميها (دير الصليب، القديسة شمونة،مار بهنام، مار انطونيوس البادواني ومار آسيا) بعد إنجاز تأهيلهم من قبل منظمة اليونسكو وضمن مشروع إعادة تأهيل وتثمين وادي قاديشا المدرج على لائحة التراث العالمي، بحضور وزيري السياحة والثقافة وليد نصار ومحمد وسام المرتضى النائب السابق جوزيف إسحق ممثلا النائب ستريدا جعحع النائب جورج عطالله،النائب ويليام طوق ،سفيرة إيطاليا في لبنان نيكوليتا بومبارديياري مديرة مكتب الونيسكو الاقليمي في بيروت كوستانزا فارينا والمطارنة جوزيف نفاع بولس الصياح وحنا علوان رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري ايلي مخلوف ورؤساء بلديات ومخاتير والاهالي
بداية النشيد الوطني اللبناني ثم كلمة القيم البطريركي كاهن رعية حدشيت الخوري طوني الآغا الذي قال :بفرحٍ وغبطةٍ نستقبِلُكُم يا صاحِبَ الغِبطَةِ مِن أرضِ بلدَتِكم حدشيت. أرض الايمانِ والقداسة، أرضِ المحابِسِ والكنائسِ والأديار.
نستقبِلُكُم ونستقبِلُ مَعَكُم كِبارَ القَوْم، وكلُّ من وَطِئَ أَرضَ حدشيت هو من كِبارِ القَوم. ذاك أنّ أرضَها أرضُ كِبَرٍ وعُنفوان، أرضُ تراثٍ وقِيَم.
نستقبِلُكُم ونحن نَرفعُ الرّؤوسَ عاليًا، فبينما الجميعُ يَنحَني أمام الرِئاسات ِ والسَّلاطين، نحنُ أمامَ رِئاسَتِكُم وسُلطَتِكُم نَرفَعُ الهاماتِ بكرامة. فأنتم فَخرٌ لنا وعِزّة.
يا صاحِبَ الغبطةِ والنّيافةِ ويا أيُّها الحُضورُ الكريم: المناسبةُ التي تَجمَعُنا قَيِّمَةٌ وغَنيَّة. إنّها إِحياءٌ للتّاريخِ ونَظرةٌ نَحوَ المستقبلِ، ومَن ليس له تاريخٌ ليس له مستقبل. إنّها إِنعاشٌ وإِحياءٌ لأديارٍ حَمَلَتْ لنا ميراثَ آباءٍ وأجداد، وتراثًا روحيًّا لا يَنضَب. إِنَّها مناسبةٌ تُذَكِّرُني بِقصَّةِ نابوتَ اليزرعيلي من سفرِ الملوك الذي أرادَ الملكُ أحابُ أن يَشتَرِيَ كرمَه لأنّه قريبٌ من قَصرِهِ الملكيّ. أرادَ شِراءَهُ لِيَجعَلَهُ بستانَ بُقول. فما كانَ مِن نابوتَ إِلّا أَن قالَ ما يقولُهُ التاريخُ اليوم، وما تقولُهُ حدشيتُ دَوْمًا: “معاذَ الرب أن أُعطيكَ ميراثَ آبائي”.
نَعَم يا صاحِبَ الغبطة، ميراثُ آبائِنا كَنزٌ لن نَتَخَلَّى عنه، إستَشهَدَ مِن أجلِه الكثيرون كما استشهَدَ نابوتُ من أجلِ كَرْمِهِ بشهادةِ زورٍ حقيرة.
ميراثُ آبائِنا ليسَ فقط أَديارًا نُرقِّمُها ومَحابِسًا نُحافِظُ عَليها وحِجارةً نَتَغَنّى بها وإِنّما ايمانٌ نَتَمَسَّكُ به وكَرامَةٌ لا نَتَخَلّى عنها وعُنفوانٌ لا نبيعَه لأحد.
ميراثُ آبائِنا هو كنيسةٌ نُحافِظُ عَليها، نَحميها، ونَستبسلُ مِن أَجلِها. ونخضَعُ لِرُؤَسائِها بكلِّ بُنُوَّةٍ وفَخِر.
واليومَ نحن نفرحُ بترميمِ أديارٍ خمسةٍ هي للتّاريخِ مرجعًا وللحاضِرِ شهادةً على أنَّ ايمانَ أهلِ هذه المنطقة يُزَحزِحُ الجبال ولا تُزَحزِحُهُ جبال.
لن نبيع ايمانَنا، إنّه جوهَرَةُ حياتنا، نبيعُ كلَّ ما نَملُك لِنُحافِظَ عليه.
انطلاقًا من هذا الايمان، وهذه الصَّلابة، أَشكُرُ باسمِ حدشيت وباسمِ كلّ فَرْدٍ منها مَن تَعِبَ وَسَهِرَ وضحّى في سبيلِ إعادَةِ التّاريخِ إلينا وتأهيلِهِ وترميمِهِ وإنعاشِهِ.
سفارةُ ايطاليا مَوَّلَت المشروع، ومَن مِثلُ ايطاليا يحمي التاريخ ويحافظُ عليه … نَنحَني أمامَها شُكرًا وتقديرًا.
ومكتبُ اليونسكو أَشرَفَ على العمل فكانت النَّتيجَةُ باهرة. وكُلُّ ثمارِ عملِهِ باهرةٌ. له منّا الشّكرُ الجزيل.
ولَولا وَزيرُ السيّاحة، لما نَما مشروعٌ سياحيٌّ في لبنان، والسّياحةُ اليومَ هي مَصْدَرُ عَيْشِ اللّبنانيّ، شِئنا أَم أَبَيْنا …. معالي الوزير وليد نصّار لَكَ مِنّا ألفُ تحيّةٍ وتحيّة.
ولا ننسى وزيرَ الثّقافةِ القاضي محمّد وسام المرتضى، لولا دعمُه لنا، من خلال الاستاذ سركيس خوري مدير عام مدريّة الآثار، لما كُنّا اليومَ نتغنّى بالتّراثِ ونفتخر. لَك منّا أصدَقَ المشاعِرِ وأَحَرَّ الأَدعِيَة.
أمّا الأستاذ جو كريدي المدير العَمَليّ لليونيسكو بلبنان فلا شُكرٌ يَكفيه ولا إِكرامٌ يوفيه. باقةٌ من صلاةٍ نُقَدِّمُها للربِّ من أَجلِهِ والرَّبُّ خَيرُ مُكافِئٍ ومُعين.
والمهندس جان ياسمين الذي أَشرَفَ بِنَفَسهِ على كلِّ الأَعمال وراقَبَ كلَّ مراحِل التَّرميم، أَترُكُ للأديارِ المرَمَّمَةِ بِقدّيسيها أَن يُبادِلوه تَعَبَهُ وعرَقَهُ بِتَضَرّعٍ أمامَ عرش الله لِيَفيضَ عليه النِّعَم والبركات.
والأستاذ جان ساسين وزوجته السيدة رامونا الخوري ساسين وعائلتهما، لهم على رعيّتي ما على رعيّتي الى خالقها، إنّهم عنوانٌ للكرمِ والجودِ والتضحيةِ والايمان، ويجمعنا اليوم خيرُ بركاتِهم.
ورعيّتي حدشيت بكلِّ فعاليّاتِها وابنائِها، لا أُقَدِّمُ لها الشّكر. أنا أَشْكُرُ باسمها. بل أُقَدِّمُ لها نشيدَ أُمِّنا مريمَ قائلًا: ها منذ الآنَ، يا حدشيت، تُطَوِّبُكِ جميعُ الأجيال لأنّ القديرَ صَنَعَ بك العظائِم.
أمّا أنتم يا صاحِبَ الغبطة، لكم منّا كلَّ إجلالٍ واحترام وكلَّ شُكرٍ وتَقدير على حضورِكُم الدّائمِ بيننا، أنتم وأصحابُ السّيادةِ السّامي احترامُهم خاصّةً راعي أَبرشيّتِنا المحبّ المطران جوزف نفاع السامي الاحترام .
أنتم جميعًا مصدرٌ للخيرِ ومَنبَعٌ لِكُلِّ عطاءٍ ومرجعٌ أوَّل لهذا الوطن. برَكَتُكُم اليومَ تطالُ القريبَ والبعيد، المقيمَ والمغترب لنقولَ للجميع: لبنانُ أرضُ قداسةٍ يشهدُ لها التاريخُ ومنبعٌ للتراثِ والقيم يَستقي منه الحاضرُ ولا خَوفَ عليه من المستقبل لأنّ الله سيَّجَهُ بالايمانِ والرّجاءِ والمحبّة.
أهلًا وسهلًا بالجميع واعتبروا حدشيتَ، بِبُيوتِها وساكِنيها قَلبًا مِضيافًا لكم.
ثم كانت كلمة مديرة مكتب الاونيسكو في بيروت السيدة فارينا وفيها: لمن دواعي سروري أن أكون معكم اليوم في بلدة حدشيت الجميلة. نحتفل اليوم، في شراكة وثيقة مع زملاء السفارة الإيطالية والوكالة الإيطالية للتعاون الدولي، بالاختتام الناجح للمشروع الممول من الحكومة الإيطالية، والذي بدأ قبل بضع سنوات، للمساهمة في إعادة تأهيل وتثمين وادي قاديشا.
لا يمكن أن يكون التوقيت أكثر إيجابية، إذ نحتفل هذا العام، في عام 2023، بمرور 25 عامًا بالضبط على إدراج وادي قاديشا كخامس موقع للتراث العالمي لليونسكو في لبنان.
ولست بحاجة إلى التوسع في الحديث عن القيمة العالمية المتميزة لوادي قاديشا باعتباره أحد أهم مواقع استيطان الأديرة المسيحية الأولى في العالم. تقع أديرة، والعديد منها قديم جدًا، في منطقة طبيعية وعرة للغاية تثريها غابة أرز الرب التاريخية. باعتبارها أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، فإن جمالها المذهل ينتمي إلى الإنسانية جمعاء.
تؤمن اليونسكو بقوة التراث.
التراث باعتباره إرثًا مؤثرًا من الماضي، باعتباره حاضرنا، والإرث الذي ننقله إلى الأجيال القادمة.
التراث الثقافي مصدرًا لا غنى عنه للحياة ومحركًا للتقدم الاجتماعي والاقتصادي.
لقد كان وادي قاديشا منذ فترة طويلة مكانًا للتأمل والملجأ. يضم عدداً استثنائياً من الأسس الرهبانية الإريمية، يعود بعضها إلى فترة قديمة جداً من انتشار المسيحية. من هنا، فإن للأجيال الجديدة الحق في عيش تجربة قاديشا بكل روعتها، ولكن أيضًا كمصدر للرخاء والتنمية لجميع القرى المجاورة والمجتمعات المحلية.
وهكذا تكرّس مشروعنا، بهدف المساهمة في الحفاظ على الوادي، وترميم المواقع التراثية الثمينة مع خدمة سكانه الذين، أكثر من أي أناس آخرين، يعتزون بهذا المكان العزيز على قلوبهم.
في السنوات الماضية، وبالتنسيق الكامل وبدعم قوي من زملاء AICS، تمكنت اليونسكو من استكمال إعادة تأهيل ثلاثة دروب مهمة ستسمح الآن للزوار والسكان بالوصول بسهولة أكبر إلى الوادي والنقاط التراثية الموجودة على مساراتهم.
هذه هي دروب حدشيت وحصرون ومزرعة النهر التي تنتظر اليوم أن يستكشفها السكان والمتنزهون والزوار.
وتتشرف اليونسكو بإتاحة الفرصة لها لتنفيذ مثل هذا المشروع الفريد في وادي قاديشا. إن الشراكة الاستراتيجية مع إيطاليا التي تم تأكيدها أيضًا في هذا المشروع هي شهادة على الأهمية الحاسمة للاستثمار في التراث الثقافي كقيمة مشتركة ومصدر إلهام للمستقبل.
واسمحوا لي أن أذكر قيمة مضافة خاصة لهذا المشروع وهي ترميم ديري مار آسيا ودير الصليب برسومهما الجدارية المتميزة. هذين الموقعين التراثيين لهما أهمية دينية خاصة للسكان والمجتمعات المحلية وقد تم إعادتهما الآن إلى جمالهما الأصلي.
بهدف توفير بعض عناصر الاستدامة، أود أن أضيف أن المشروع استثمر أيضًا في تدريب أفراد المجتمعات المحلية على التدابير الوقائية لتجنب ومكافحة حرائق الغابات في وادي قاديشا، وكذلك في إعداد مرشدين شباب محليين متخصصين في مواقع الوادي.
أنا واثقة من أن البذور المزروعة ضمن هؤلاء المشاركين المتحمسين ستؤدي إلى مزيد من المشاركة والالتزام من جانب الشباب والمجتمعات المحلية في الحفاظ على الوادي. ونأمل أن يدعم ذلك أيضًا فرص عمل جديدة لهم في سياق نرى فيه اهتمامًا متزايدًا مثيرًا للإعجاب من قبل اللبنانيين وغير اللبنانيين باكتشاف طبيعة لبنان الرائعة.
وبينما نجتمع هنا الليلة، اسمحوا لي أن أعرب عن امتناني لسعادة سفيرة إيطاليا ولمديرة AICS وطاقم عملها على المشاركة القوية أثناء تنفيذ المشروع.
لقد كان التمويل السخي من إيطاليا لهذا المشروع فعالاً في تحقيق هذه النتائج القوية للغاية والتي تهدف إلى إفادة جميع المجتمعات المحلية.
اسمحوا لي الآن أن أعرب عن عميق امتناني لغبطة البطريرك الراعي، على الثقة التي أولاها لليونسكو في هذه المبادرة الاستراتيجية، وعلى توجيهاته ونصائحه المستمرة.
كما أود أن أتقدم بالشكر الشخصي إلى اتحاد بلديات بشري وزغرتا وبلديتي حدشيت وحصرون على جهودهم وتعاونهم، والمديرية العامة للآثار لدعمها.
وكلمة تقدير خاصة لرعية حدشيت على استقبالها لنا اليوم بكرم الضيافة.
وأخيراً وليس آخراً، كلمة شكر لجميع شركائنا من مستشارين وخبراء، فبدونهم لم نكن لنتمكن من تحقيق النتائج الممتازة التي نحتفل بها اليوم.
اعزائي الحضور، اعزائي الضيوف،
اسمحوا لي أن أختتم الآن بملاحظة شخصية أكثر: آمل ألا أبوح بسرٍّ حين أقول أن سعادة السفيرة، السيدة نيكوليتا بومباردييري، ومديرة AICS أليساندرا بييرماتي وبعض زملائها – وأنا – جميعنا من المتنزهين المتحمسين، وقمنا بزيارة الوادي سرّاً عدة مرات. لذلك من المحتمل أن تشاهدونا نتجول في الوادي أكثر مما تتوقعون! شكرًا لكم.
السفيرة الايطالية في لبنان نيكوليتا بومباردييري قالت في كلمتها:يشرفني حضور هذا الحفل، وسط الجمال الروحي الفريد لوادي قاديشا الذي ضُمّ إلى قائمة التراث العالمي في العام 1998.
إنه لإنجاز مهم نحتفل به اليوم. أود أن أشكر جميع الذين جعلوا هذا الامر ممكنا، ألا وهو انتهاء مشروع ممول من وكالة التعاون الإيطالية ومنفذ من قبل اليونسكو، بالتنسيق مع وزارة الثقافة، وبالتعاون مع البطريركية المارونية واتحادات البلديات. ويتضمن المشروع تأهيل دروب عديدة في الوادي، وترميم معالم تراثية ومواقع أثرية ودينية، ونشر الخبرات المتعلقة بتقنيات الترميم للخبراء اللبنانيين المحليين.
تبقى إيطاليا الدولة التي تضم أكبر عدد من مواقع اليونسكو في العالم (58) وثاني أكبر مساهم إجمالي في الوكالة على المستوى الدولي. ولهذا، فإن مشاركة إيطاليا في الحفاظ على التراث الثقافي كانت ولا تزال حجر الزاوية في رؤيتنا الدولية.
وهذا صحيح، بشكل خاص، في لبنان، حيث هناك استمرارية في التزامنا حماية التراث اللبناني الغني والمتنوع من الماضي إلى الحاضر. واسمحوا لي أن أعدد من بين أهم المشاريع إعادة تأهيل الطابق السفلي من المتحف الوطني في بيروت، وإعادة تأهيل متحف سرسق، وترميم المواقع الأثرية في صور وصيدا، وترميم معبد جوبيتر في بعلبك.
أما إذا نظرنا إلى المستقبل، فهناك مشاريع أخرى في طور الإعداد، منها مبادرة إعادة تأهيل محطة قطار مار مخايل القديمة، بالتعاون مع وزارة الثقافة وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UNHABITAT) واليونسكو، والتي أُطلقت قبل أشهر قليلة.
يجسد كل ذلك برأيي نموذجا ناجحا للتعاون. تصبح حماية التراث الثقافي من خلال العمل مع المؤسسات المركزية والمحلية اللبنانية ووزارة الثقافة ووزارة السياحة ومع خبرة وتجربة اليونسكو الطويلة، محركاً لتعزيز تنمية المجتمعات المحلية وجذب السياحة المستدامة ونشر المنافع الاجتماعية والاقتصادية بطريقة أكثر شمولا، في جميع أنحاء البلاد.
يبقى الحفاظ على التراث مسؤولية وواجب علينا جميعا تجاه البشرية. وينطبق هذا بشكل خاص على منطقة البحر الأبيض المتوسط، التي تستضيف أكبر عدد من مواقع الأثرية التابعة لليونسكو، والتي هي عرضة أكثر من غيرها لعوامل هشاشة محددة: تأثير تغير المناخ، والاضطراب الناجم عن الصراعات والأزمات، والحاجة إلى نموذج أكثر استدامة للتدفقات السياحية.
أخيرا، أود أن أتوجه بالشكر مرة أخرى الى اليونسكو على هذه الشراكة القوية التي تربطها بنا و بوكالة التعاون الإيطالية.
وبعدها كانت كلمة لوزير السياحة المهندس وليد نصار الذي بدأ كلمته بالشكر للسفارة الايطالية وتابع قائلاً منذ اكثر من سنة اطلقنا السياحة الدينية والحج الديني في حديقة البطاركة وعلى درب من دروب لبنان درب مار بشارة بطرس الراعي وعبرّ من الوجدان بأن منطقة بشري ومنطقة اهدن وقاديشا والوادي المقدس هي من اجمل المناطق واروعها بشعبها وثقافتها وتراثها العريق واستشهد بكلام السفيرة الايطالية بان لبنان يتواجد فيه كل ٢٥٠٠متر مربع موقع اثري وتراثي واعتقد ان في لبنان مواقع كثيرة واكد ان السياحة الدينية مستدامة لان المعالم الدينية لاتتغير فاذا حصل زلزال يعود اعمارها ونظل نتذكر انه كان يوجد كنيسة او جامع فوزارة السياحة ستدرج هذه المواقع واليوم سوف ندرج خمسة مواقع وسنعلن عنها واضاف انه في ٢٧ و ٢٨ من الشهر الجاري يصادف الشهر العالمي للسياحة وهذه السنة تستضيفه المملكة العربية السعودية في الرياض وسنكون مشاركين بصورة فعالة وسيعقداجتماع في السفارة اللبنانية بحضور وزير السياحة السعودي والامين العام لمنظمة السياحة العالمية في ٢٦من هذا الشهر وسنستعرض رؤية لبنان ٢٠-٣٠ اسوة ب٢٠-٣٠ المملكة وسنعرض المقومات اللبنانية بعيداً عن المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي نعيشها والرؤية هي لعشر سنوات للامام ونتمنى ان لا نبقى في هذه الازمات وكما قال ولي العهد بان هناك اتحاد اوروبي نامل ان يكون اتحادعربي وان يكون هناك خارطة سياحية عربية ويكون هنالك تواصل وتبادل وكما تسمعون ان في السعودية العلى والدرعيةواليلاين والربسي نحن نملك مقومات اكبر من المملكة العربية السعودية ورغم كل قدراتها المالية والمخزون لديها فعندنا الانسان والثقافة واللغة والخدمات ففي هذه السنة استقبل لبنان حوالي المليونين سائح وصل الى لبنان ودخل كتلة نقدية تجاوزت العشرة مليارات دولار وما معنى ان يدخل سواح اوروبيون الى لبنان اكثر من السواح الخليجيين وهذا شيء لا نتمناه وبموقع لبنان الجغرافي يجب ان نكون في صلب الحلول وليس على الهامش وهذه دعوة الى النواب والسياسيين الموجودين معنا بان لبنان يجب ان يكون جزء من الحل وبالتفاهم نستطيع ان نضع لبنان على الخارطة العربية والاقتصادية فالاخوة العرب هم بحاجة لنا اكثر ما نحن بحاجة لهم وسانتقل للقرارات التي اتخذتها وزارة السياحة بادراج خمسة مواقع على الخارطة السياحية والدينية.
الى ذلك كانت كلمة لوزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى الذي قال نحن هنا على شفق الوادي المقدس في حضرة التاريخ المتأصل في وجداننا حضوراً متمادياً لذلك اسمح لنفسي ان اقول يا صاحب الغبطةشيئاً من التاريخ اخلص منه الى ما نعيشه في واقعنا اليوم دون ان اسيء الى احد يحكي التاريخ يا صاحب الغبطة ان اوروبا القرون الوسطى كانت تغلي شعوباً واوطاناً في طلب الحرية حتى بلغتها بعد الثورة الفرنسية ذات الشعار حرية مساواة اخوة وفي الوقت الذي كانت فيه الامم الاوروبية تتصرف فيه يا صاحب الغبطة الى منح مواطنيها حق التمتع بمختلف انواع الحريات كانت اساطيلها تغزو البحار والمحيطات وكان جنودها يحتلون البحور والقارات في اميركا وافريقيا وسفوح اسيا ويستعبدون شعوبها ويستغلون خيراتهم في سبيل رفاهية الاوروبيين في ذلك الزمن يا صاحب الغبطة كتب شعب من المؤمنين سفراً من الحرية في هذا الوادي مضمونه لا غزو اراضي الآخرين واستلاب خيراتهم بل الالتصاق بالارض حتى آخر رمق يراق على صخورها ومن معانيه ايضاً الغوص في الايمان ومنعرجات الروح تسامياً الى ملء الفضائل بالحياة النسكية والرهبانية والاجتماعية المستقيمة هذا كان غوص ذلك الشعب المؤمن لم يغص في لجج البحار ومناجم الخيرات الارضية لاحتكارها وتكديس الثروات وكان لهذه الجماعة ان تكبر وتكبرلتنضم اليها جماعات سواها قادمةً الى هذه الارض من حيث اضطهدت طالبةً الحرية حتى كان ان ائتلف الساحل مع الجبل ونشأ هذا البلد العظيم الكبير رغم ضيق مساحته فضاءً باللقاء على قيم الحرية والخير والحق والجمال الحرية اذاً ليست بضاعةً نستوردها من الخارج او تدخل نظامنا المعرفي والثقافي بالتهريب فالحرية هي حقيقة عيشنا كلبنانيين ولكن علينا التنبه كما يقول احد علماء الاجتماع الى انها تختلف صورتها بين قوم وآخر رغم تشابه مناظرها احياناً وذلك تبعاً لحاجة الناس اليها ولما درجوا عليه من تقاليد وعادات ليس رغبتي ان اقدم محاضرة عن الحرية ولكن اود ان اقول هنا بحضوركميا صا حب الغبطة في حدشيت بجوار الوادي المقدس لاقول لهم وهم الذين يطرقون قيمنا بمطرقة الحرية ان الشعب البناني باغلبيه الساحقة وباجماع قياداته الروحية يرفض ان تتسرب الى مجتمعنا افكاراً هدامة لا تأتلف مع تاريخه وثوابت معتقداته والحالات المرضية التي خلفها يتلطون االغاء ما يجرّم الشذوذولكن كأي جرم آخر او خطيئة اخرى والقضاء اللبناني يتعامل مع هذه الحالات بما يتلاءم مع الظروف الخاصة بها من ضمن القوانين النافذة والمعاهدات المرعية الاجراء اما مايسعى اليه اولئك الساعون فلن يوصل قطعاً الى المعالجة بل كفرض هذه الحالات كأمر واقعي على ابناء المجتمع كافة وهذا حتماً لن يصير لاننا حريصون على سلامة مجتمعنا وعلى رسوخ مفهوم العائلة كثروة اجتماعية مقدسة لا بديل عنها . اما عن مناسبة ترميم الاديرةفي هذا الوادي المقدس فالحقيقة التي ينبغي ان اشهد لها بلا تردد في حضرتكم يا صاحب الغبطة ان السفارة الايطالية في بيروت كانت ولا تزال تعمل بدأب على نشر قيم التلاقي واهتمامها بالموروث الثقافي البناني من غير تسويق بين المنتمي الى الحقبة الرومانية التي تركت لدينا اثاراً عديدة وبين ذاك الذي يشكل ثروة معرفيةللانسانية جمعاء كهذا الوادي المقدس او المتحف الوطني وغيرهما من المواقع الاثرية في مدن وبلدات لبنانية عديدة وهذا العمل الجاري تحت اشراف سعادة السفيرة الصديقة ومتابعتها الحثيثة يؤكد يا صاحب الغبطة متانة علاقات الصداقة بين ايطاليا ولبنان ورسوخ التعاون والتنمية مع الدولة الايطالية والشعب الايطالي وهو نموذج يجب ان يسود بين الدول بدلاً من سياسة الفرض والاحتلال والحصار والعقوبات يبقى ان اقول بخور الصلوات وانفاس المصلين حين تجتمع بين صخور هذا الوادي المقدس تتخذ شكل الضباب الذي يرتفع رويداً رويداً ليسقي شجر الارز من اجل ان يبقى اخضر مقاوماًلكل انواع الفتن والضلالات والتهديدات اللهم اسبغ على هذا الوادي المزيد من البركات والقدسية وخلّص بلدنا ووفقنا نحن اللبنانيين ان نعمل ما تحب وما ترضاه عشتم وعاش لبنان
وفي الختام كانت كلمة للبطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذي اعتبر ان الله اهدانا هذه الارض الجميلة وتابع :اتكلم اليوم حاملاً معي ثلاث كلمات هي :الجذور والجمال والثقافة هذه هي الزوادة التي نأخذها معنا الى بيوتنا وقبل ان اشرح لا بد من اشكر معكم السفيرة الايطالية ومن خلالها الحكومة الايطالية وتحديداً وزارة الخارجية التي لديها برنامج التعاون من اجل النمو والذي تولى كل هذا العمل في الوادي المقدس واشكر معكم ما قاموا به من ترميم في الوادي المقدس ونشكر ايضاً الاونيسكو على تسهيلها للاعمال التي حضرّت للسفارة الايطالية والتي امنّت هذه التغطية المالية الكبيرة كما اوجه معكم التحية الى مؤسسة الآثار في لبنان التي لها الدور الخاص بهذا الموضوع وأود ان اصارحكم انه لا يزال في القلب جرحان الجرح الاول الوادي الذي يوصلنا الى وادي قنوبين والذي يتعذر عليه وصول الكبار في السن والمعوقين علماً انه يقال قياس ثقافة شعب اهتمامه بالمعوقين فهم لا يستطيعون الوصول الى وادي قنوبين ورؤية جماله فمنذ وصولي الى سدة البطريركية وانا انادي بهذا الامر ولم يتحقق
الجرح الثاني ان قنوبين ليست مكاناً اثرياً فقط بل هي قرية يسكنها اناس وليس لها طريق متسائلاً كيف يستطيع الوصول الى هؤلاء الناس اذا أصابهم اي مكروه يموتون في ارضهم فهذه بلدة لبنانية فيها شعب ومختار ويحق لهم ما يلزمهم مثل باقي المواطنين .لقد حملنا العودة الى الجذور من خلال الكنائس التي ترممت جذور تاريخية وثقافية بهذه المنطقة لذلك لا نخاف طالما ان الارزة تعبر عن ثباتنا وعدم اقتلاعنا، ويجب علينا الحفاظ على هذه الارض وغيرها في كل المناطق طالما ان الله سبحانه وتعالى ارادنا عليها وفيها،
والكلمة الثانية التي احملها معي لقد شاهدنا كل شيء جميل فالجمال اهم شيء في الحياة والجمال ليس فقط في وجه الانسان انما هناك جمال القلب وجمال الروح كما جمال العمل وجمال التعاطي كذلك جمال السياسة وجمال الاقتصاد والاعلام يعني كل شيء يجب ان يكون جميلاً حتى يكون مقبولاً من الناس وهذه دعوة لنا لنعيش الجمال
والكلمة الثالثة هي الثقافة وهنا اشكر وزير السياحة على ادراج الكنائس الخمسة من ضمن التراث العالمي السياحي كما اشكر الاونيسكو الذين ادخلوا الوادي ضمن التراث العالمي واعتقد ان فرحة معالي وزير الثقافة كبيرة عندما يرى ان الثقافة محمية على كامل الارض اللبنانية وهكذا نفتح بلدنا لكل الناس في العالم كي يتنعموا بهذه الجمالات التي شاهدناها .
جمال جذور وثقافة يعلموننا ان تكون اعمالنا مبنية على هذه الركائز الثلاثة الاساسية اما لاهالي حدشيت اقول لهم مبروك واهنئهم من كل قلبي على هذا الابراز لهذه الكنائس الخمسة وهم يعيشون جذورهم الدينية الرفيعة وهي تفتح المجال لىسياحة واسعة على ارض حدشيت وهذا يقتضي من مجلس بلدية حدشيت لاستقبال السواح الذين يتوافدون ليشاهدوا جمال الكنائس لقد شاهدنا كل هذه الترميمات وتحدثنا عن الجمال الذي شكل هندساتها ونحن في هذه الليلة نعيش ليلة جميلة ليلة ثقافية جذورية وتوجه البطريرك في النهاية بالشكر الى السفيرة الايطالية ومديرة مكتب الاونيسكو للتعاون الوثيق مع الوزارات المعنية وتمويلها من اجل ابراز السياحة الدينية.
بعدها قدم كهنة حدشيت الهدايا التذكارية وغرشا الارز للبطريرك والوزير ين السفيرة ومديرة الاونيسكو واقيمت مأدبة تكريمية على شرفهم.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى