جمعيات ومنتديات

إطلاق تجمع “ن والقلم” في مطعم الGreen Resto.في منطقة جبل محسن – طرابلس

شهدت منطقة جبل محسن في طرابلس يوم أمس الجمعة عرساً ثقافياً نوعياً، حيث تم إطلاق تجمع “ن والقلم” في مطعم الGreen Resto.

تجمع “ن والقلم” هو رافعة ثقافية تعليمية أكاديمية تربوية اجتماعية نقابية لا تعنى بالسياسة، جمعت خرّيجين وطلاب جامعيين ومهنيين لبنانيين من الطائفة الإسلامية العلوية، أرادوا أن يظهروا الصورة الحقيقية لفئة المتعلمين المهمّشة في هذا الوطن الذي أبى أن يعترف بهوية هذه الطائفة اللبنانية، وحرمها من أبسط حقوقها.

هذه الطائفة المحسوبة على الأقليات، جاء تجمع “ن والقلم” ليثبت أنها أكثرية بالعلم والمعرفة.

حضر الحفل شخصيات علمية وثقافية وتربوية من أساتذة جامعيين وأطباء ومهندسين ومعلّمين ومحامين وكتّاب وشعراء وخرّيجين وطلاب جامعيين ومهنيين قدِموا من عكار وضهور الهوا وجبل محسن ليشهدوا على هذه الولادة المباركة. وقد تميّز هذا الحفل بالتنظيم الرائع من قبل المسؤولين.

استهلّ الحفل بالنشيد الوطني اللبناني ومن ثمّ ألقى د. علي اسكندر كلمة التجمع حيث قال إنّ فكرة التجمع هي فكرة قديمة بقدم الظلم والحرمان الذي عانت ولم تزل تعاني منه الطائفة الإسلامية العلوية، فما زال معظم خريجيها عاطلين عن العمل.

وتابع إسكندر قائلاً: “إنّ هذا الأمر دفعنا إلى إطلاق مشروع التجمع بعدما وجدنا مجموعة من رفاق العلم المخلصين الذي يحملون القضية ذاتها، ومن هنا كانت فكرة التجمع حيث قررنا خوض التحدي معاً وأطلقنا دعوة إلى إنشاء تجمع يضم الخريجين والطلاب وقد سُررنا بالإقبال الشديد للدعوة.”

وتابع د. علي قائلاً أنه تم الاعتماد في تشكيل التجمع على أن يكون هناك هيئة تأسيسية ثابتة وهيئة منتخبة يتم انتخابها من الأعضاء المنتسبين تكون شريكاً في العمل والإدارة أيضاً.

وقد تم تشكيل هيئة إدارية مشتركة بين الهيئة التأسيسية والهيئة المنتخبة تتولى إدارة التجمع.

كما تم تشكيل لجان عديدة متخصصة تتوزع عليها الأعمال والمسؤوليات.

وقال “إنّ هذه الصيغة هي صيغة تفاعلية وديمقراطية فريدة أردنا أن تكون نموذجاً تغيب فيه الأنا تحت مظلّة العمل الجماعي.”

وتابع قائلاً: “لقد نجحنا في كسب الرهان حتى الآن، لكن النجاح الأكبر هو في احتضان المجتمع لأبنائه في هذا التجمّع، وفي التفاعل مع مبادراتهم، نحن فئة تحمل إمكانيات ومؤهلات فكرية، نضع أنفسنا في خدمة المجتمع، كما ندعو المجتمع أن يتولى هذه الفئة بالعناية والرعاية.”

وختم إسكندر كلمته قائلاً: “كلنا نتحمل المسؤولية في بناء المجتمع، وسنقوم بكل جهدنا وبكل ما يلزم لتحقيق ذلك. هذا هو تجمّعنا، وهذه رسالتنا إليكم، نرجو أن نكون على قدر المسؤولية والآمال”

وتحت عنوان: *الطائفة العلويّة حضارةٌ وطهارةٌ* تكلّم د. عبد الله حسين (اختصاصي علوم مختبرات الأسنان) عن التعذيب والقتل والتشريد الذي عانته الطائفة الإسلامية العلوية عبر التاريخ وقال: “لقد زوّروا تاريخنا الناصع وشطبوا إبداعاتنا وكفّروا علماءنا وحاولوا جاهدين أن يشطبوا وجودنا ويطمسوا هويّتنا، لكنّهم لم يفلحوا في ذلك حيث كنّا ننهض نافضين غبار الحقد معتصمين بحبل الله ونهج رسوله وولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه”.

تخلّل الحفل عددٌ من الفقرات الفنية والثقافية المنوعة، فأطلّ علينا صاحب الحنجرة الذهبية الفنان الشاب زين يوسف بأنشودة خاصة بتجمع “ن والقلم”، شكلت كلماتها رسالة معبرة ومضموناً واضحاً لما يمثله هذا التجمع.

ثم بعد ذلك تم التعريف بأعضاء الهيئة التأسيسية الذين تشاركوا في إنشاء التجمع من قبل الأستاذة ليلاس حمصي .

وتلاها الأستاذ المهندس ربيع سليمان في كلمة قيِّمة عن مبدأ التشاركية الذي انتهجه التجمع منذ البداية وعرَّف بأعضاء الهيئة المنتخبة الذين شكلُّوا مع الهيئة التأسيسية ما يعرف بالهيئة العامة الجامعة للتجمع .

تلتها فقرة شعرية تشارك فيها الشاعر الأستاذ محمد كمال إبراهيم (سلمى) والشاعر الأستاذ رامي علي ونوس، وألقيا على مسامع الحضور أجمل ما قيل من كلمات، وخلال الفقرة الشعرية تمَّ التعريف باللوحات المعروضة والمقدمة من الفنانة الرسامة عضو الهيئة التاسيسية زينب ابراهيم .

ومن ثم، استكمل الحفل بمسرحيةٍ –أدمعت أعين الحاضرين—تحاكي الواقع وتجسّد وجع الطائفة الإسلامية العلوية والحرمان الذي تعانيه رغم ما قدّمته من دماء روَت بها أرز هذا الوطن.

واختتم الأستاذ محمد نصار الحفل بكلمة مؤثرة شاكراً الأجيال القديمة التي ربّت وتعبت وصنعت جيلاً جبّاراً قويّاً طموحاً وتقدم بالشكر لكلّ من لبّى الدعوة وحضر.

 

أمّا ماذا بعد؟؟؟؟؟؟!!

سؤال طرحناه على الهيئة الإدارية في تجمع “ن والقلم”، كانت الإجابة بأن هذا التجمع قائم على مبدأ المشاركة وتقسيم العمل بين اللجان التي انبثقت عنه، وهذا العمل سيكون على عاتق الفئة الشبابية التي انضوت إلى اللجان كلٌّ حسب اختصاصه وكلنا ملء الثقة بهم وبقدراتهم العقلية والفكرية واجتهادهم لتحقيق جميع أفكار المشاريع الثقافية والتربوية والاجتماعية والصحية.

كلّ التوفيق لشباب العلم والعمل، كل التوفيق لتجمع “ن والقلم”.

بقلم *حيدر يوسف الراعي*

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى