اخبارلبنان

مشاركة طرابلسية في حفل افتتاح مسجد الظاهر بيبرس في القاهرة



نظم مجمع البحوث الإسلامية في جامعة الأزهر وسفارة كازاخستان في مصر، حفل افتتاح مسجد السلطان الظاهر بيبرس في القاهرة بعد ترميمه، وذلك في إطار الاحتفاليات الدولية بمرور ٨٠٠ عام على ولادة السلطان الظاهر بيبرس،
بمشاركة لبنانية طرابلسية، ممثلة بالمؤرّخ الاستاذ الدكتور عمر تدمري والبروفسور المهندس خالد تدمري،
كونهما كانا ضمن الفريق المتخصّص الذي وضع دراسات ترميم المسجد المعمارية والتاريخية.
يقع مسجد السلطان الظاهر بيبرس في حيّ الظاهر التاريخي بالقاهرة، ويُعدّ ثالث أكبر مساجد مصر التاريخيّة مساحةً، وذلك بعد انتهاء أعمال الترميم وإعادة البناء التي استمرّت زهاء خمسة أعوام.

وحضر حفل الافتتاح شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، مفتي الجمهورية المصرية فضيلة الدكتور شوقي علام، وزير الأوقاف الدكتور مختار جمعة، وزير السياحة والآثار الدكتور أحمد عيسى ، رئيس مجلس السينات بالبرلمان في جمهورية كازاخستان الدكتور مولين أشيمباييف، وزير الإعلام والشؤون الاجتماعية الكازاخي الدكتور درهان قدرعلي، محافظ القاهرة اللواء خالد عبد العال.
كما حضر حفل الافتتاح المفتي العام ورئيس الشؤون الدينية لمسلمي كازاخستان الشيخ نوريزباي حاج تاغانولي، رئيس جامعة الأزهر الدكتور سلامة داود، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالجامعة الدكتور نظير عيّاد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور مصطفى وزيري، رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب المهندس سيّد فاروق، سفير كازاخستان بالقاهرة خيرات لاما شريف، وفد رفيع المستوى من جمهورية كازاخستان الشقيقة ضمّ نواباً وباحثين، وحشد من الشخصيات والمهتمون، ومن لبنان المؤرّخ الإسلامي المتخصّص في حقبة تاريخ المماليك الأستاذ الدكتور عمر تدمري، رئيس لجنة الآثار والتراث في بلدية طرابلس أستاذ العمارة في الجامعة اللبنانية البرفيسور الدكتور المهندس خالد تدمري، الذي كان شارك في وضع دراسة الترميم الهندسية لجامع الظاهر بيبرس ضمن فريق التعاون المشترك بين “اتحاد مهندسي ومعماريّي العالم التركي – فرع كازاخستان” وشركة المقاولين العرب المصرية، حيث موّلت دولة كازاخستان المشروع.

بعد صلاة الظهر في المسجد، انتقل المحتفون إلى “قصر الأزهر للمؤتمرات”، حيث انطلقت أعمال “المؤتمر العلمي الدولي المنعقد في ذكرى ٨٠٠ عام على ولادة السلطان الظاهر بيبرس”، والذي تجزم المصادر التاريخية أن ولادته كانت في مدينة أتيراو الكازاخية، وانقسم المؤتمر إلى ثلاث جلسات تحدّث فيها المؤرّخون والباحثون من مصر وكازاخستان، كما قدّم المؤرّخ عمر تدمري رئيس لجنة الآثار والتراث في بلدية طرابلس محاضرة تناولت “تاريخ وفتوحات السلطان الظاهر بيبرس في بلاد الشام ووصوله إلى طرابلس ومحاولات فتحها وتحريرها من الإفرنج”.
وعرض البروفسور تدمري في محاضرته “آثار السلطان الظاهر بيبرس العمرانية في لبنان والمنتشرة في عددٍ من قرى الجنوب ومنها الشقيف مروراً بالبقاع بخاصّة في بعلبك وصولاً إلى عكار العتيقة وسهل عكّار”، ليعلن بعدها رئيس السينات بالبرلمان الكازاخستاني د. مولين أشيمباييف أن وفداً رسمياً رفيع المستوى من وزراء وباحثين سيزور لبنان منتصف شهر تشرين الأول أكتوبر القادم لدراسة إعداد احتفالية مماثلة في مدينة طرابلس التي تزخر وتفخر بتاريخها المملوكي.

ويُعدّ مسجد الظاهر بيبرس تحفة معمارية شاهدةً على روعة البناء في العصر المملوكي، وصحن المسجد محاط بـ ٤ إيوانات، وتعلو محرابه قبّة، وهو التخطيط نفسه الذي جاء عليه جامع أحمد بن طولون، ويبلغ طول الجامع ١٠٨ أمتار وعرضه ١٠٥ أمتار، وللمسجد ٣ بوابات رئيسية بارزة عن الواجهات الثلاث عدا الواجهة الجنوبية الشرقية، وكان له مئذنة ترتفع فوق بوابته الرئيسية، وإجمالي مساحة المسجد بالخندق والسور المحيط به نحو ١٨ ألف متر مسطح، وإجمالي مساحة المسجد فقط حوالي ١١ ألف م٢؛ وهو يُعدّ أقدم مسجد يعود للعصر المملوكي في القاهرة، حيث شرع السلطان الظاهر بيبرس البندقداري في بنائه عام 665 هـ- 1266م وانتهى بناؤه عام ٦٦٦هـ وظلّت شعائر الصلاة تُقام فيه فترة طويلة، ثم أغلق فترة الاحتلال الفرنسي للبلاد وبعده الانكليزي حيث قاموا بتحويله عمداً وانتقاماً إلى مذبح ومسلخ للحيوانات ومن ثمّ تحوّل إلى حديقة عامة.
وهو يشكّل اليوم بعد عودة الصلاة إليه معلماً دينياً تاريخيّاً وأثريّاً هامّاً لكلا الدولتين الشقيقتين مصر وكازاخستان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى