أخبار دولي

ما قاله وما سمعه الوفد النيابي في أوروبا


“أولويتنا هي أوكرانيا”، هذا الموقف الصريح سمعه النواب اللبنانيون الذين زاروا مقرّ الاتحاد الأوروبي في بروكسل منذ أيام، وقبلها استوكهولم. الا أن رفع الصوت اللبناني كان لا بد منه في عواصم القرار لا سيما في أوروبا، وكان العتب واضحاً بأنه نادراً ما يأتي لبنان بأفكاره اليهم، وفي المقابل غالباً ما تكون الزيارات الدبلوماسية الى بيروت استطلاعية وفي مهمات محددة.

سمع الأوروبيون وجهة نظر لبنان في الملفات الضاغطة، بدءا من أزمة النازحين السوريين وما تحمّله للبنان من أعباء متزايدة. فالدعم للمجتمعات المضيفة سيستمر ومنها لبنان الى حين نضوج تسوية تسمح بالعودة الآمنة لهؤلاء، مع التحفظ على الخطط والأفكار التي تقول بالعودة القسرية، وان كان لا أفق واضحاً لهذه الأزمة حتى في أوروبا.

حضرت الأزمة الاقتصادية بكل ثقلها على المداولات، من بوابة خطة التعافي المطلوبة للخروج من مسار الانهيار وانطلاقاً من المفاوضات مع صندوق النقد الدولي كمدخل لا بد منه لأي حل. فقدّم الوفد وجهة نظر متكاملة، خصوصاً أن اجتماعات جمعت بعض أعضاء الوفد مع صندوق النقد لا سيما اللقاء الأخير الموسّع الذي حصل في دارة النائب فؤاد مخزومي وحضرته شخصيات اقتصادية وخبراء ونواب.
فالوضوح مطلوب من وجهة نظر الاوروبيين، وعلى لبنان أن يكون أكثر جدية في اطلاق مسار التعافي والاصلاحات خلافاً لما يحصل اليوم، وتحذير رئيس بعثة الصندوق الى بيروت كان واضحاً وان تجاهله المعنيون، ما دفع بمساعدة وزير الخارجية الأميركية بربارا ليف الى التذكير مجدداً بأن المسؤولين اللبنانيين لا يشعرون بالجدية المطلوبة منهم للخروج من الأزمة وأن لا باب أمامهم سوى صندوق النقد.

تختلف المقاربة الأوروبية ما بعد الاتفاق الايراني السعودي، ويُنظر اليه بجدية كبيرة مع الاتجاه لفرض شروط على أطراف الاتفاق في نقاط محددة. فمن غير المسموح أن تستمر صناعة الكبتاغون بتصدير هذا الوباء عالمياً، وربما يتم اللجوء الى العقوبات لوضع حد لهذا الأمر، تحديداً في سوريا، في موقف متناغم مع العقوبات الأميركية الأخيرة التي طالت ملوك الكبتاغون في لبنان وسوريا، ومن بينهم نوح زعيتر وحسن دقو.

الوفد الذي ضم النواب فؤاد مخزومي، غسان سكاف، بلال عبدالله، راجي السعد، بلال الحشيمي، الياس حنكش، الياس اسطفان وأديب عبد المسيح كانت له محطات عدة في البرلمان الأوروبي واللجان النيابية، ونقل مطالب لبنانية والحاجات الأساسية في التعليم والتربية وسواها. واستطاع الوفد الاستحصال على مساعدات لا سيما صحية، تعزيزاً لهذا القطاع الذي يرزح تحت وطأة الأزمة الخانقة، ومن هذه المساعدات أجهزة أشعة radiation للمستشفيات الحكومية.

رئاسياً، كما باقي الملفات السياسية، يبدو التكليف الأوروبي واضحاً لباريس بهذا الدور، والموقف لا يختلف عما يسمعه المسؤولون في بيروت من جميع الموفدين والدبلوماسيين بأن الحل لبناني أولاً وعليهم الاسراع بانتخاب رئيس للجمهورية واعادة انتظام المؤسسات الدستورية بما يسمح ببدء الاصلاحات.

سيستكمل الوفد زياراته الأوروبية، ومن المرتقب أن تكون المحطة الجديدة في لندن مع جدول الأعمال نفسه لاظهار حقيقة موقف لبنان، والتأكيد على أن ليس جميع اللبنانيين في سلّة واحدة ويسلّمون بالانهيار القائم. وأن هناك أكثرية نيابية لا تقلّ عن ٥٠ نائباً تستشعر الخطر القائم وتسعى لايجاد الحلول وقرع الأبواب لانقاذ لبنان قبل فوات الأوان.

المصدر- موقع MTV

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى