ثقافة و فن

احتفال حاشد لمدارس الإيمان ومؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية بمناسبة توقيع وتوزيع كتاب الأستاذ الراحل عمار صالح بعنوان: “رحلتي مع السرطان محنة ومنحة”.

 

أقامت مدارس الإيمان الإسلامية – جمعية التربية الإسلامية و”مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية” حفل توقيع كتاب “رحلتي مع السرطان محنة ومنحة” للمرحوم الأستاذ عمار ناظم صالح في قاعة مسرح الإيمان في أبي سمراء بطرابلس.

وحضر الإحتفال د. محمد كمال زيادة ممثلا النائب اللواء أشرف ريفي، الرئيس السابق لبلدية طرابلس الدكتور رياض يمق، مدير عام مدارس الإيمان الإسلامية الأستاذ زياد غمراوي، الدكتور سابا قيصر زريق، “رئيس مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية”، وعقيلته السيدة أمية أبي صعب زريق، مديرة حرم جامعة القديس يوسف في الشمال، الأستاذة فاديا علم الجميل، مدير ثانوية مار إلياس الأب إبراهيم دربلي، الدكتور الشيخ ماجد الدرويش، الشيخ المعتصم بالله البغدادي، رئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي صفوح منجد، الدكتور احمد المغربي رئيس مجلس إدارة مستشفى أورانج ناسو الحكومي في طرابلس، المهندس لامع ميقاتي ممثلا لقاء الأحد الثقافي، قائد البحرية اللبنانية سابقا الأميرال نزيه بارودي وعقيلته، وحشد من مدراء فروع وأقسام مدارس الإيمان وأفراد الهيئات التعليمية والمسؤولون التربويون وعائلة المحتفى به ومهتمون.

في الإفتتاح تلاوة مباركة من أنس الحاج، احد تلامذة المحتفى به، لآي من الذكر الحكيم.

ثم النشيد الوطني اللبناني ونشيد الفيحاء لشاعر الفيحاء سابا زريق، فعرض فيلم وثائقي عن مدارس الإيمان الإسلامية في طرابلس وفروعها في الشمال.

العويك

قدم للحفل مدير القسم الثانوي الاستاذ سعيد العويك، وتوقف عند الصداقة والزمالة التي جمعته بالأستاذ الراحل د. عمار صالح، متناولا ابرز المحطات التعليمية والإنسانية التي واكبتهما خلال المسيرة التربوية، مركزاً على العطاء غير المحدود الذي بذله المرحوم صالح لطلابه وطالباته على مدى السنوات التي امضاها في التعليم حتى آخر لحظة في حياته قبل ان يكابد آلام المرض ويسلّم بقضاء الله.

غمراوي
ثم تحدث مدير عام مدارس الإيمان الإسلامية في الشمال أ. زياد غمراوي فقال: يصعب على أي منا الوقوف على هذا المنبر لتأبين صديق وزميل وأخ كريم ترك في نفوس الجميع أطيب الأثر، فقد كان “عمار” كالغيث أينما وقع نفع، عرفناه في مدارس الإيمان الإسلامية أمينا للسر، أمينا، ومن ثم معلما للغة العربية، لغة القرآن الكريم التي عشقها، وعرفناه منسقا وناظرا ومشرفا على الأنشطة الطلابية الثقافية والتربوية والترفيهية، فكان في كل ذلك مثالا للعطاء وقريبا من أبنائه الطلاب في الميدان الذي أحب، التربية والتعليم، أقول أبناؤه الطلاب، لأنه كان دائم الإستخدام لهذا المصطلح في حديثه معهم: “يابنتي … يا إبني”.

كما توقف عند المحطات التي لا تنسى في المسيرة التربوية للراحل ذات الطابع الأبوي، ومشاركاته الدائمة في المسابقات والمباريات الثقافية والفنية التي تنظمها الجامعات على مساحة الوطن، ولقد كنتَ حريصا على متابعة هذه الفعاليات من خلال الحضور المباشر مع الطلاب خلال الدوام وخارجه والسفر معهم خارج حدود الوطن إذا إقتضى الأمر.

وقال: لايسعنا إلآ ان نذكر فضل شاعرنا الكبير سابا زريق على أبناء المدينة من خلال دوره مربيا ومعلما في زمن قلّ فيه طلبة العلم والإهتمام به، وهنا نتذكر إمام وخطيب مسجد البداوي الراحل الشيخ محمد البخاش، ونحن من تلاميذه، الذي كان دائم الذكر بالخير لمعلمه وصاحب الفضل عليه في حب وتعلم اللغة العربية، شاعر الفيحاء الراحل سابا زريق، بل غالبا ما كان يستشهد بأشعاره من على المنبر في خطب الجمعة التي كنا نصغي إليه وهو يلقيها على مسامعنا، رحم الله زمانا كان فيه هذه الكوكبة من الرجال الكبار الذين اثروا المكتبة بمؤلفاتهم ونشروا المعرفة بين الناس حتى باتوا منارة يهتدى بها.

كما توجه بالشكر أيضا إلى رئيس وأعضاء جمعية التربية الإسلامية وإلى الزملاء والزميلات في “عائلة الإيمان الكبيرة”، وأعلن إطلاق إسم “مكتبة المربي عمار صالح” على مكتبة المدرسة.

زريق

وألقى الدكتور سابا قيصر زريق رئيس الهيئة الإدارية ل”مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية” كلمة قال فيها:

كم كانت كبيرةً تمنياتي في ألا يكونَ لقائي مع غائبِنا الحاضر المُحتَفى به، لقاءً يتيماً، لم يستغرِقْ ساعةً من الزمن، في ذاك الأربُعاء، الواقع فيه 3 تشرين الثاني عام 2021، في حرم الجامعة اليسوعية الشمالي، بمناسبةِ اجتماعٍ للجنةِ تحكيمِ “جائزة شاعر الفيحاء سابا زريق للإبداع الأدبي” السنوية. وعادَ الفضلُ لتواجُدِهِ يومذاك بيننا لأخيه على مدى عقودٍ، ولأخي، فضيلةِ البروفسور الشيخ ماجد الدرويش. غير أن المولى عزّ وجلّ استدعاه إلى دارِ كرامتِهِ قبل أن أحظى بلقائه لمرةٍ ثانية، هو الذي لم يتردَّدْ، على الرغم من سُقمِهِ، في الموافقةِ على الإسهامِ في تقييمِ مسابقاتِ المتبارين؛ ولسوء طالعِنا، لم تُقَرّ عيناهُ بما أظهرَهُ المتبارون من تملُّكٍ من لغةِ الضاد؛ وهو الأستاذُ العالِمُ المُجلّي فيها.
أضاف: عرفتُ في د. عمار إنساناً يحيطهُ وِقارٌ وتَلُفُّه رصانةٌ. وتابعْتُ مع فضيلةِ الشيخ ماجد تقَدُّمَ دائِهِ الجاني، ومراحلَ علاجِهِ إلى أن أصابَهُ القدرُ المحتوم؛ فلا حول ولا قوة إلا بالله. وبُعَيدَ الرحيل، أفادني الدكتور ماجد بأن الدكتور عمار كان قد أودعَهُ مخطوطةً بيوميّاتِ مكافِحِنا، أسَرَّ في طيّاتِها لقرطاسٍ ربما بما لم يَبُحْ به إلى كُثُرٍ من قبل، وحتماً ليس لأخيه د. ماجد. وكان أضعفُ الإيمانِ وأقلُّ العِرفان أن تتطفّلَ مؤسستي برعايةِ طباعةِ وقائع تلك الرحلةِ المشؤومة، رحلةِ المِحنةِ والمِنحة.
وختم: أتضرَّعُ لربِّ العالمين أن يحشُرَهُ بين المؤمنين الصالحين، وها أنا وإياكم اليوم نطأطئُ الرأسَ احتراماً، لروحِ كبيرٍ من فيحائنا، إجلالاً لِذكراهُ الطيبة؛ فإن هو اعتبرَ النُّقطةَ بدايةَ الاشياءِ، أراها أنا نُقطةَ نهايةِ الأشياءِ وبدايةَ الإستذكارِ والترحُّم.
صالح
كما تحدثت إبنة الراحل امل فقالت: لطالما كان والدي عمّار في مكان من على هذا المنبر، ننهل منه ما طاب من الكلام وسر، وها نحن اليوم بصفتنا عائلته الكريمة نرحب بكم جميعا ونتشرف بحضوركم ، وبداية اوجه خالص الشكر والتقدير لمدرسة الإيمان الإسلامية على كل الدعم الذي قدمته لنا ولوالدي في حياته وحتى بعد وفاته، كما نتقدم بالشكر لمؤسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية على مساهمتها في نشر كتاب”رحلتي مع السرطان” وتوزيعه على نفقتها الخاصة، وشكر خاص نتوجه به للشيخ الدكتور ماجد الدرويش على تدقيقه للكتاب وإشرافه على نشره.
وتابعت: يمضون ونبقى ويأبى وجداننا إلآ الوفاء لهم، عاشوا بيننا أزاهير تحكي جمال الحقول وتروي حكاية الفراشات بين الأعشاب الندية… لنحيا فيها. يمضون وتبقى حكاياهم تؤرّق ذاكرتنا في كهولتها لنحيا فيها بإبتساماتها العريضة، وتهز رأسها متحسرة على ضياع ضحكاتهم البريئة… يمضون وقد نمضي ولا بد ان يأتي يوم سنمضي فيه ليبقى غيرنا ينظرنا بعين دامعة ولنبقى في انفسهم مهد ذكريات جميلة.
وختمت: اتكلم عن الأب الحنون السند لعائلته والرفيق الناصح بكلماته الطيبة ذي الوجه المزوح والبشوش حتى في الأزمات والشدائد.. لقد كان الأب والأخ والصديق والصابر المحتسب ولن أزيد في رثائك لأن قلبي الأعرج لا يعرف التعبير، جميل يا والدي انك حفظت ذكراك في كتاب، فقصتك الملهمة ستكون أملا وإبتسامة دافئة تمسح على قلب كل مشتاق، علها تكون دافعا لأحدهم، ليقوم بالخطوة الأولى علّها تخلد قصة حب شهدتها الأجيال في مدارس الإيمان الإسلامية.
وفي الختام تم توزيع الكتاب على الحضور مختوماً بتوقيع للمرحوم الاستاذ صالح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى