متفرقات

تأهيل استراحة حديقة البطاركة: المزيد من الطابع التراثي والأبعاد الروحية والثقافية

 

تتابع رابطة قنوبين البطريركية للرسالة والتراث وجماعة الراهبات الأنطونيات أعمال تأهيل وتجميل استراحة حديقة البطاركة، التي بدأتها أواخر الصيف الماضي. وتقوم الورش الفنية بإعادة تجليل نطاق الإستراحة بحجارته الصخرية القديمة التي كانت مندثرة، وبزرع النباتات الطبية والعطرية الجبلية كالورد الجوري والنعناع والزعتر والقصعين واكليل الجبل، وبتسييج الإستراحة بشتول الياسمين والخزامى والزنبق الأبيض. وتشكل هذه المزروعات مادة للإستعمال في خدمة زوار الموقع، وهي خالية من الأسمدة والمبيدات الكيماوية المعروفة. كما يجري غرس محيط دير مار اسطفان لإقامة الراهبات الأنطونيات بالأشجار المثمرة الصالحة للتجفيف الى جانب تقطير المزروعات الطبية والعطرية.

وأوضح مدير رابطة قنوبين الزميل جورج عرب ان الأشغال الجارية هي جزء من مخطط تجميل مداخل موقع حديقة البطاركة، الموضوع منذ عدة سنوات، وفق ما هو مقرر منذ إقامة الحديقة سنة 2004. ولفت الى أن هذا المخطط يضفي المزيد من الطابع التراثي على استراحة الموقع وسائر نواحيه، ويبرز المزيد من أبعاده الروحية والثقافية والتاريخية، ليحوّله أبرز مواقع الحج الديني وفق المعايير الوطنية والدولية، ويجعله مساحة مؤاتية للتأمل والصلاة والبحث الفكري المتصل بتراث الوادي المقدس وتاريخ الكنيسة ولبنان. وأضاف: ان أعمال التأهيل والتجميل تتيح لزوار الموقع التعرف أكثر على بيئة الوادي المقدس، وعلى تاريخه الإجتماعي والإقتصادي. كما تشكل بوّابة عودة شبيبتنا الى جذورها الروحية والثقافية، ومجالاً لتنشئة أطفالنا على تراثهم الثقافي الغني، الذي يحتضنه الوادي المقدس.

وقالت الأخت لينا الخوند، رئيسة دير مار اسطفان للراهبات الأنطونيات في موقع الحديقة ان المزروعات المتجددة هي إبنة الأرض المحلية، وهي من بيئة الوادي المقدس الطبيعية. وسوف يكون انتاجها للاستعمال سواء بالتقطير في المشغل الحرفي القائم في الموقع، أو للعناية بكنيسة مار اسطفان القائمة في الموقع أيضاً لجهة تزيينها في المناسبات الدينية التي تقام فيها. وأشارت الى أن الأعمال ستنجز ليكون الموقع، بحلته التراثية المتجددة في خدمة الزوار أوائل الربيع المقبل، بعد مباركة غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، الذي يولي الموقع عناية خاصة ليظل واحة روحية ثقافية في كنف البطريركية المارونية. وختمت الأخت الخوند آملة في تحقيق سلسلة من النشاطات والمحطات المتصلة بتراث الوادي المقدس، والمتعلقة، بصورة خاصة، بخدمة العجزة والمسنين والشبيبة والأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة، الى جانب الأنشطة الثقافية والروحية، وأبرزها لهذا الصيف الدورة الثانية من مؤتمر التراث المسيحي المشترك في الوادي المقدس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى