مقالات

مجموعة الدعم الدولية إلى الإجتماع نهاية الإسبوع. والمجلس النيابي إلى جلسة إنتخابية الخميس دون ضمانات.

 

مقال للكاتب والصحافي صفوح منجّد

 نشر في موقع ناشطون

لم يعد أمام الناس، وسط هذه المظالم وهذه الأزمات، سوى طبخ البحص وشوي الوحل، وأن يتحولوا إلى نكّاشين ونبّاشين في براميل النفايات والزبالة علهم يحصلون على ما بإمكانهم أكله أو طعام يمكن أن يسد جوع أطفالهم، في ضوء هذا الإرتفاع المذهل باسعار المواد الغذائية والتموينية ووصول ثمن المحروقات بأنواعها، وبما فيها “جرّات الغاز” إلى أرقام فلكية وغياب أي تعاطي”إنساني” من قِبل المسؤولين في ما يتعلق بمستقبل كلفة إستهلاك الكهرباء، إضافة إلى ما يعاني منه المرضى على صعيد إرتفاع أسعار الأدوية وفقدانها محليا لاسيما تلك المخصصة للأمراض المستعصية وإختفائها عن رفوف الصيدليات.

ودائما هناك تلك المعاناة الشديدة على صعيد تعذّر أي إمكانية للحصول على المتطلبات الحياتية والإقتصادية وتسجيل مختلف المنتجات سواء المحلية منها أو المستوردة أسعارا باهظة لم يعد بإمكان العائلات من ذوي الدخل المحدود والفقيرة الحصول عليها.

كل ذلك يجري وسط تفكك مؤسسات الدولة والإدارات الرسمية والتي بات إنهيارها يشبه “لعبة الدومينو” بنتيجة تداعي القطاع العام على مختلف الصعد الإنمائية والتعليمية وتوقفها عن العمل تباعا إما لإنقطاع مواردها ومتطلبات تشغيلها أو تراجع أعمالها وتقديماتها، إضافة إلى عدم قدرة موظفيها وعمالها على الإستمرار في أعمالهم ووظائفهم من جراء عدم قدرة رواتبهم على تغطية نفقاتهم المتزايدة. أو لعدم تمكنهم من الوصول إلى مراكز وظائفهم بسبب إرتفاع أجور النقل، كما هو الحال بالنسبة للدوائر العقارية او دوائر إجراء ميكانيك السيارات وسواها من المؤسسات الخدماتية.

وتبدو الأوضاع في طرابلس والشمال وفي مناطق لبنانية أخرى ذات صعوبة مضاعفة تتسبب بها تلك الأحداث الدامية وفوضى السلاح المتفلت وإستخدامه في أعمال السرقات والسطو على منازل وأشخاص في ساعات الليل وفي وضح النهار وسط تزايد الإقدام على الإنتحار لاسيما من قِبل شبان أو أرباب أسر ضاقت بهم سبل الحياة وإنعدام القدرة على تحمّل الأعباء المعيشية والحياتية ووضعهم في ظروف صعبة من شأنها الإنعكاس سلبا على قدراتهم النفسية وبصورة خاصة ما يتعلق منها بتلبية حاجات اطفالهم.

كل ذلك بات يتطلب تحركا فاعلا وعلى الأرض من شانه الحد من تفاقم القضايا المعيشية من جهة، وتثبيت الوضع الأمني بكافة السبل بما يحقق طمأنينة الناس على أرواحهم وممتلكاتهم وعدم إغلاق باب رزقهم من جراء فوضى السلاح ولاسيما بشكل خاص إستخدامه في مناسبات شتى، الأمر الذي بات يطرح أكثر من علامة إستفهام عن إحتمال تمكين الأوساط الشعبية من توفير ثمن الذخيرة في وقت لا يملك من يقوم بهذه الممارسات ثمن تلك الرصاصات، وفي الوقت نفسه يشكون من عدم توفر المال في جيوبهم لشراء ربطة خبز مما يدفع بالعديد من المراقبين إلى التساؤل هل هناك من يتكفّل بتوزيع تلك الرصاصات في المناطق الشعبية؟ والإخطر من ذلك أن هذه الأحداث غالبا ما تنتهي بإصابة شخص أو أكثر بالرصاص الطائش وتكون النتيجة الفاجعة، إما الموت أو الإصابة وعدم القدرة على دخول المستشفى، (لتبدا مسيرة ثانية من العذاب).

في غضون ذلك تابعت الأوساط المحلية زيارة عضو كتلة التجدد النائب اللواء أشرف ريفي لمعراب ولقائه رئيس “حزب القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع في إطار التشاور والتنسيق بينهما، ورفضهما أي مساومة في الملف الرئاسي وأي رئيس “رمادي” أو من الطرف الآخر إيمانا منهما بأن إنقاذ لبنان يتطلب رئيسا يتمتع بالمواصفات التي نتمسك بها على حد ما جاء في تصريح أدلى به اللواء ريفي بعد الإجتماع، حيث قال ردا على سؤال عن إمكانية تأمين “كتلة تجدد” إيصال رئيس من محور الممانعة: لسنا جمعية خيرية لنؤمن النصاب للفريق الآخر، لا بل سنعطله لأننا لن نسمح بأن يسجل التاريخ اننا كنا سذجا، أو أن لا يغفر لنا أبناؤنا، وحبّذا لو نتذكر ان هذا الفريق عطل النصاب في الجلسات السابقة (11 جلسة) وكان يغادر بعد الدورة الأولى من الجلسة، وسنعتمد أي طريقة ديمقراطية لمنع وصول أي مرشح محسوب على هذا المحور بعدما جربناه خلال السنوات الست الماضية.

أضاف: نحن ثابتون على مواقفنا التي تصب في مصلحة البلد وتساهم في إخراجه من هذا الأتون من خلال رئيس إنقاذي غير فاسد وغير منبطح أمام النظام الإيراني الذي بات في المقلب الآخر نحو الإنهيار، ونوجه التحية إلى شعبه البطل الذي ينتفض على نظام الملالي.

هذا  وكان الدكتور جعجع قد أدلى بتصريح جاء فيه: الثنائي الشيعي يتجاهل المعارضة المسيحية شبه الكاملة ولا يقتنع بنهائية “الفيتو” السعودي على أي مرشح يدور في فلك “حزب الله” ولا بإستحالة تأمين النصف زائدا واحد أو نصاب الثلثين لإنتخاب حليفه التاريخي، ويتمترس هذا الثنائي في مكانه ولا يخطو في إتجاه التوافق لا مع خليف الحزب رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل ولا مع باقي الكتل النيابية على مرشح وسطي.

وبحسب “القوات” فإن الإنقاذ لن يتحقق عن طريق الفريق الآخر، فالبلد في حاجة إلى رئيس قادر على الإنقاذ وهو الذي يحمل برنامجا إصلاحيا وخلفية سيادية، ولا يقبل بأن تكون الدولة خاضعة للدويلة، وحريصا على علاقات لبنان الخارجية. لذلك تعتمد “القوات” في هذا التوقيت الرئاسي مقاربة، أن الشغور قد يخلق فرصة لوصول رئيس إنقاذي بينما وصول رئيس ممانع يعني ولاية جديدة من الإنهيار.

في غضون ذلك تواصل المنظومة الحاكمة تخبطها في إطار الإستماتة لإستدراج الخارج العربي والدولي نحو الدخول على خط الإستحقاق الرئاسي بمنطق “السلة المتكاملة” إلى درجة عدم التواني عن تحوير كلام السفراء كلما زار أحدهم أي من القيادات الداعمة لترشيح رئيس تيار المردة لتظهيره على أنه يصب في خانة تأييد إنتخابه، كما حصل مع زيارة السفيرة الأميركية إلى “عين التينة” في الآونة الأخيرة.

وتتوقع المصادر ان تعود الهيئة الدولية الخماسية إلى الإجتماع مجددا في غضون نهاية الإسبوع الحالي في العاصمة الفرنسية لمواصلة التداول في الشأن اللبناني لاسيما ما يتعلق بالإستحقاق الرئاسي.

وأعلن مصدر مسؤول في الهيئة الدولية أن “الإجتماع الخماسي” (فرنسا، أميركا، مصر، السعودية، وقطر) غير معني بالأسماء إنما بالإلتزامات والبرامج، لأن المشكلة هي بالسلوك والعقلية وطريقة الحكم وبالخطة الواضحة التي يجب أن يتم الإلتزام بها حتى نتمكن من الدخول على خط المساعدة، وأن الإجتماع الخماسي ليس مهتما ولا معنيا بطرح معادلة “فلان” رئيس جمهورية و”فلان” رئيس حكومة (في إشارة واضحة إلى رفض مسألة المحاصصة بين الرئاستين الأولى والثالثة) بل أن التركيز كله ينصب على سبل إخراج لبنان من أزمته بداية من إتفاق اللبنانيين أنفسهم على مرشح رئاسي قادر في حال إنتخابه رئيسا للجمهورية، على حيازة ثقة الداخل والخارج ويستطيع قيادة مشروع واضح للإنقاذ.

وعلى هذا الصعيد تشير المصادر إلى أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري يمكن ان يدعو إلى جلسة نيابية جديدة يوم الخميس القادم مخصصة لإنتخاب رئيس للجمهورية، حيث من المنتظر أن تتبلور خلال اليومين القادمين إمكانية إنعقاد هذه الجلسة من عدمها، سيما وأن العديد من الكتل النيابية لم تُعلن موقفها النهائي بهذا الصدد حتى اليوم.

في حين تتخوف المصادر بأن تتحول تلك الجلسة إلى تبادل المهاترات والتشنجات على خلفية المواقف التي صدرت في الآونة الأخيرة من قِبل قيادات ونواب، ودفعت بالأمور إلى التشنج في العلاقات و”تسميم” المواقف داخل البرلمان وخارجه.

لقد بات من المعلوم بأن المطلوب حركة إنقاذية تضع البلد على سكة الخلاص من الأوضاع المأساوية كما تشير الهيئة الدولية الخماسية التي دعت إلى إعادة النظر بعلاقة الدول الكبرى حين ذاك بلبنان إذا لم تحصل الإنتخابات الرئاسية أو جرى تكرار صيغة رئاسية كما حصل سابقا.

 

من هنا تؤكد الأوساط المطلعة أنه بات من “سابع المستحيلات” أن يتمكن الوزير السابق جبران باسيل من الوصول إلى قصر بعبدا، ونصيحتنا له هي(قوم فوت نام .. وصير حلام.. وأوعى تعوّم الحِرام)!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى