سياسة

النائب السابق مصباح الأحدب لـ «الأنباء»: نأمل أن تكون الأجندة اللبنانية موجودة في أي تسوية

 

اعتبر النائب السابق مصباح الأحدب ان الموازنة الحالية ليس فيها شيء من الإصلاحات، ولا تضم أي رؤية تعاف، ورأى أنه لا يمكننا ان ندير لبنان، من خلال تسوية قائمة على الديناميات الموجودة والمدمرة للبلد، مؤكدا أن الحل للأزمة اللبنانية لن يكون إلا عبر تسوية ما، لافتا إلى ان التاريخ يدل على ذلك، اذ ان الحروب والمواجهات التي وقعت تمت بعدها التسويات، آملا ان تكون الأجندة اللبنانية موجودة على الطاولة في أي تسوية مقترحة».

ورأى الأحدب في تصريح لـ «الأنباء» أن الأجندة اللبنانية غير موجودة فعليا على الطاولة، وما يجري تداوله في أسماء أشخاص للرئاسة، وكأنه استمرار للوضع الحالي، عبر إعادة إنتاج السلطة نفسها، ولكن بطرق مختلفة، وهذا الأمر غير قابل للحياة، فالسلطة الحالية، ومنذ 4 سنوات لم تضع أجندة، فيما المساعي الدولية وحدها تنتهي بتسويات وقائمة على مصالح الدول، لذلك يجب ان تطرح مصالح لبنان في هذه المرحلة، وطبعا لدينا دولا صديقة ومشكورة على كل التحركات التي تقوم بها، ولكن يبقى السؤال أي لبنان نريد؟ هذا الأمر يجب ان نعمل عليه محليا، ولكن للأسف ما يجري هو جزء محدود مرتبط بمصالح طوائف، والتي هي ليست مصلحة الوطن».

وأضاف: «نتمنى ان تكون هناك بوادر جديدة على صعيد رئاسة الجمهورية، وعلى أساس رؤية استعادة هيبة الدولة في لبنان، لكن إذا كانت القصة فقط ان نأتي برئيس جمهورية ليكمل المسار كما هو، أعتقد انه سيكون مسارا تدميريا، لذلك يجب ان يكون هناك مقاربة للمشاكل والأوضاع في لبنان من خلال الواقع الحالي، فحزب الله يضع يده على معظم مؤسسات ومفاصل الدولة، وهذا الموضوع يجب ان يواجه بطرح وطني شامل وربط نزاع جديد».

ورحب الأحدب بحراك اللجنة الخماسية المعنية بالأزمة اللبنانية، لكنه أكد على ضرورة وجود تحرك في الداخل اللبناني لوضع أجندة لبنانية، تفرض نفسها على الأمور، لأن اليوم يجري الحديث عن رئيس جمهورية وبعده أي لبنان نريد؟

وفي معرض رده على سؤال عن دور حكومة ميقاتي بالنسبة للأزمة الرئاسية، قال الأحدب: «ان الوضع غير سليم، لقد وصلنا للأسف إلى مرحلة لا يطبق فيها الدستور، لدرجة اننا نمر بأسوأ ظروف وليس هناك من انتخاب رئيس للجمهورية، فكل دساتير العالم وجدت كي لا يكون هناك أي فراغ، وعندما يوجد الفراغ، يعني ان هناك ضربا للدستور، لذا، فالحكومة الحالية هي حكومة أمر واقع، لا يمكن ان تتكل عليها بأي إصلاحات، والرئيس نجيب ميقاتي واضح، فمن خلال الموازنة نرى ان موازنة رئاسة الحكومة اكبر من موازنة وزارة التربية، ويقول اننا نتكل على هبات خارجية، لذلك نسأل نحن: «إذا توقفت الهبات الخارجية، فهل تستطيع ان تصرف 19 ألف مليار، ووزارة التربية مع كل المعلمين 18 ألف مليار؟ فهل يعقل هذا الأمر؟، إننا من خلال هذه الموازنة نفهم كيف تتعاطى حكومتنا مع الواقع والظروف الصعبة، للأسف ليس هناك من حلول للبلاد وهم في انتظار الحلول والإشارات الخارجية، التي تعطيهم التعليمات ضمن مشروع الصفقات».

وعن المخاوف من حرب إسرائيلية على لبنان، قال الأحدب: «منذ مدة نرى أشياء غريبة، يقولون انها قواعد اشتباك، وامتدت هذه القواعد إلى 23 كلم وتترافق مع قصف أكبر وأوسع وأشمل، نحن نعيش في حرب ولا حرب، وهذه الأوضاع تنعكس سلبا على المواطنين وعلى لبنان، فإضافة إلى عدد الشهداء، والدمار الكبير ونزوح الأهالي، هناك 50 ألف شجرة زيتون احترقت بالقصف الفوسفوري الإسرائيلي في الجنوب.

وتابع: بالنسبة للحرب، الموضوع لم يعد بأيدينا، القصة أصبحت بين اميركا وإيران، ولبنان بات محورا من المحاور التي تجري فيها المواجهات وصولا الى البحر الأحمر وغزة، لذلك نتمنى الا يدخل لبنان في أي مواجهة لأن الأضرار ستكون كبيرة، نحن لم يكن بمقدورنا تحمل شتوة واحدة، فكيف إذا وقعت الحرب؟ هذا أمر خطير ومخيف، للأسف الدولة اللبنانية غائبة وليس هناك أي حضور لها، والحلول التي تطرح دوليا بعيدة عن الواقع الذي نراه على كل المحاور، فنتمنى ان تكون هناك مبادرة لتحييد لبنان.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى