سياسة

جعجع مستبعداً خضات أمنية: عون غشّ المسيحيين والستاتيكو باقٍ بانتظار قرار الـ20 نائباً

المصدر :”موقع القوات اللبنانية” 

اعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أنه “بخلاف ما حاول الرئيس السابق ميشال عون تسويقه على مدى 40 عاماً أن الطائف سحب صلاحيات الرئيس، لا يزال هذا الموقع مؤثراً ويشكل نقطة ارتكاز لدى الجميع بدليل، أنهم يعوّلون هذه الأهمية على انتخابات رئاسة الجمهورية”.

وأشار جعجع، في حديث إلى مجلة “المسيرة” يصدر غداً الجمعة، إلى أن “حزب الله غير قادر على تسمية الرئيس الذي يفكر بترشيحه ويرتاح له، ولذلك يعطل الجلسات. فبعد أربعة أشهر من بدء المهلة الدستورية و 10 جلسات لانتخاب رئيس للجمهورية لم يأتِ أحد ليقول تعوا نتفاهم على رئيس جمهورية. أكثر من ذلك حاولنا مع كتل نيابية أخرى التفاهم على مواصفات الرئيس العتيد لكن أحداً لم يوافق على ذلك. ما حدا بدو يتفاهم”. واعتبر أن الجهة المعطّلة باتت مكشوفة وهم “حزب الله وحلفاؤه والتيار الوطني الحر”.

وأضاف جعجع أن الستاتيكو الحالي باقٍ كما هو في انتظار قرار الـ20 نائباً في الوسط، فإذا فكروا صح واقتنعوا بضرورة عدم إبقاء الوضع على حاله من خلال الذهاب إلى التصويت لمرشح يتغيّر الوضع حتماً.

وقال ، “نحن نريد رئيس جمهورية إنقاذياً يكون قادراً على خوض هذه التجربة كما يجب، ورئيس حكومة إنقاذياً وحكومة إنقاذية لنتمكن من الخروج بالنتيجة المرجوّة. علينا أن نخرج من التصنيفات السابقة”.

أضاف ، “نحن طبعاً نشارك، ولكن بحكومات جدّية منقذة وليس في أي حكومة تكون وليدة فريق الممانعة. ولكن الآن الأولوية للانتخابات الرئاسية”.

وعن الحوار قال جعجع، “يدعوننا إلى طاولة حوار رسمية، ماذا يعني ذلك؟ ببساطة هو إلهاء الرأي العام بهدف عدم التصويب على مسألة انتخاب رئيس للجمهورية”. ونفى أن تكون الخلافات والانقسامات داخل الصف المسيحي وراء أزمة الانتخابات الرئاسية، وأنهم إذا ما اتفقوا تحل مسألة الرئاسة. وهذا قول مغلوط والدليل أنه لدينا مرشح ونصوّت له في كل جلسة انتخاب. في المقابل، هناك فريق مسيحي متحالف مع حزب الله ولا يريد التصويت لمرشحنا، وهو يتحمل مسؤولية التعطيل وليس الخلافات المسيحية.

وشدد جعجع على أن “الحوار يحتاج إلى طرح مواضيع خلافية ليُصار إلى الحوار حولها من قبل الفرقاء المختلفين. الموضوع الوحيد المطروح اليوم هو رئاسة الجمهورية، فماذا يمكن أن نناقش حوله؟ وهل أن هذا الموضوع مطروح للحوار أم للتصويت؟”.

ورأى  أن الدعوة إلى طاولة الحوار جاءت كمخرج بديل عن الأوراق البيضاء، لأنهم باتوا عاجزين عن تحمّل الضغوط التي يتعرضون لها من جراء استمرارهم في ممارسة وسائل التعطيل، والتي باتت مكشوفة. وعليه، كان الخيار البديل في الإصرار على الذهاب إلى طاولة حوار لن يوصلنا إلى مكان باستثناء القول إن اللبنانيين اجتمعوا حول طاولة حوار ولم يتوصلوا إلى التفاهم، وبذلك نكون مسؤولين عن التعطيل، في حين أن التعطيل من مسؤولية الحزب وحلفائه والتيار الوطني الحر.

واستبعد جعجع وجود نية في الذهاب إلى افتعال خضات أمنية للتغطية على فشل انعقاد طاولة الحوار، لأن كافة الأفرقاء يدركون أنها لن تحقق أية نتائج، أضف إلى أن القوى الأمنية والجيش اللبناني جاهزون لضبط الأرض ولن يسمحوا بحصول أية خضة أمنية أو انفجار أمني كبير.

وأكد  أن القوات اللبنانية ليست إطلاقاً في وارد الذهاب إلى الخارج للمشاركة في لقاءات تشبه مؤتمر الدوحة، خصوصاً إذا كان الموضوع الأساس على جدول أعمالها رئاسة الجمهورية، لأن الرئيس يُنتخب من قبل الـ128 نائباً.

واعتبر جعجع أن “مؤتمر الدوحة كان خطأ وبالتالي إذا حصل خطأ ما في الماضي فهذا لا يعني أن يتكرر، فالظروف اليوم لا تسمح بتكراره ولا يوجد قرار أو نية لدينا للذهاب إلى أي مكان”.

وفي الشق المعيشي، أكد جعجع أننا “نقف إلى جانب الناس قدر المستطاع ونساعد بما أتيح لنا عبر الجمعيات والمنظمات، لكن المساعدة الفعلية تكون عبر الدولة”.

وعن الوضع المسيحي، أشار إلى أن قسماً كبيراً من المسيحيين وقع ضحية عملية غش موصوفة على مدى أربعين عاماً متواصلة. كان المسيحيون ومعهم كثر من اللبنانيين على مدى 15 عاماً وسط الحرب وقد تعبوا من ويلاتها وتداعياتها ككل. وإذ يأتيهم فارس على حصان أبيض اسمه ميشال عون، وللأسف أنه يرتدي بزة الجيش، ويقول أنا المنقذ وسأخلصكم من الاحتلالين السوري والإسرائيلي وما تبقى من فلسطينيين، وسأنهي الميليشيات وأريحكم منها ومن الوراثة السياسية، ولمن يتذكر الفخّار المكسور. وطبعاً لم يكن صادقاً في ذلك ولا لحظة. لكن الناس العاديّين صدّقوه وأيدوه لأنهم كانوا متعطشين للخلاص مما هم فيه. واستمر بعملية الغش لغاية تسلّمه رئاسة الجمهورية، وهنا في الحقيقة ذاب الثلج وبان المرج وظهرت الحقيقة. لكن لا يُخفى طبعاً أن العديد من المسيحيين كان ضحية عملية الغش تلك، وأنا طبعاً كنت أتمنى أن يُكتشف هذا الغش من قبل، لكن مع الوقت بدأ الناس يعودون رويداً رويداً إلى خياراتهم الفعلية، وعادوا إلى تأييد القوات. التغيير في التاريخ لا يحصل بضربة واحدة، وهذه كانت التكويعة الأولى لدى الرأي العام وستتبعها تكويعات أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى