مقالات

منجد :حزب الله” يتوعّد ويعد بإطالة الأزمة. العرض الثامن لمسرحية الإنتخابات كسابقاته، ولا رئيس إلآ إذا مرّ من بوابة “الحزب”!؟

مقال للكاتب والصحافي    صفوح منجّد

في موقع ناشطون تحت عنوان:”

حزب الله” يتوعّد ويعد بإطالة الأزمة. العرض الثامن لمسرحية الإنتخابات كسابقاته، ولا رئيس إلآ إذا مرّ من بوابة “الحزب”!؟

منذ تحديد أمين عام “حزب الله” معالم “المرشح الرئاسي” الذي يريد إيصاله إلى قصر بعبدا ليكون نسخة عن العمادين إميل لحود وميشال عون، لم يعد مسؤولو “حزب الله” يفوتون مناسبة سياسية أو إجتماعية أو حتى تأبينية إلآ ويستخدمونها منصة لإطلاق مواقف تهويلية تتوعّد بإطالة عمر الشغور الرئاسي حتى ضمان إنتخاب رئيس تأمن جانبه “حارة حريك”، وقد بدأ مسار التهويل الرئاسي يتصاعد خلال الأيام الأخيرة تأكيدا على حتمية إقتران التفاهم على إسم رئيس الجمهورية المقبل بأن “يلتزم هذا الرئيس بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة” حسبما أعلن الوكيل الشرعي العام للسيد خامنئي ورئيس الهيئة الشرعية في “حزب الله” الشيخ محمد يزبك، وإلآ فإنّ “الحزب” سيتصدى لإنتخاب أي رئيس لا يقدّم مثل هذا الإلتزام بإعتباره “رئيسا متآمرا على المقاومة يجر البلد إلى الفتنة”، وفق تعبير الشيخ نبيل قاووق، محذرا من أن رفض التوافق على المواصفات الرئاسية التي وضعها حزب الله سيعني تكرار مشهد الجلسات الإنتخابية الماضية إلى أمد غير معلوم.. فإستنفروا وأطلقوا “رشقات” مواصفاتهم وشروطهم التي يطالبون أن يتصف بها المرشحون إلى منصب رئاسة الجمهورية، والتي من دونها لا إنتخابات ولا من يحزنون..
وفي هذا السياق قال المرشد الأعلى الإيراني خامنئي أن وجود إيران في لبنان وسوريا والعراق والسودان (وقد نسي أن يذكر بلاد الماو ماو) وربما تعمّد ايضا عدم ذكر الإحتلال لليمن !! وكأني به يتحدث عن مسألة تتعلّق أولا وأخيرا بمصالح إيران ولا علاقة لها بهذه البلدان وبشعوبها!! وهم الذين تسببوا ويتسببون بالمآسي والمظالم التي تعيشها هذه البلدان ويعتبرون أنها تخضع لإحتلال إيران ليس إلآ.

فهل ان الرئيس الذي تطالبون بإنتخابه للبنان وشرطكم بأن يكون وفاقيا: هل هو لمصلحة لبنان؟ أم أنه يخدم مخططاتكم في المنطقة؟  وقمع شعوبها وإستغلالها وجعلها منصات لإطلاق برامجكم ومخططاتكم الإحتلالية والعسكرية؟.

ويبقى السؤال الذي نتوجه به إلى السيد نصر الله وتحديدا إلى فريق عمله الذي يحاول إضاعة الوقت وعدم البت بمسألة إنتخاب رئيس جديد للجمهورية وكأن البلد في ألف خير ولا يعاني شعبه من أي ضيم أو وجع أو ألم، ونعني كل شعبه في عاصمته وفي كل مدنه ومناطقه من الشمال إلى الجنوب ومن الساحل إلى البقاع، ألا يرى تلك المعاناة التي يتخبط في مآسيها وآلامها اللبنانيون بمختلف فئاتهم ومذاهبهم؟.

ودعني أسألك يا سيد هل حضرت “الريبورتاج” الذي تم عرضه من على إحدى شاشات التلفزة اللبنانية عن “حي التنك” في ميناء طرابلس، نحن نُدرك أنه ليس لك اي دور في إيصال هذه العائلات الفقيرة إلى ما هي عليه من بؤس ومرض وجوع.

ولكنك بت مسؤولا انت وحزبك على إستمرارهم بالعيش في هذه البيئة غير الإنسانية وفي حالة الجوع والوجع والموت السريري من هذا الظلم الذي تفرضه وفريقك على مجمل اللبنانيين وفي اي بقعة كانوا ولأي طائفة إنتموا، هل ما زلتم تؤمنون بما قاله المسلمون الأوائل ومن بينهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم قال” عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه؟” تُرى من هو المسؤول برأيك عن حرمان هذا المسكين من قوته وقوت عياله؟ والصحيح من هو المسؤول عن حرمان هذا الشعب في هذا الوقت بالذات عن المأكل والدواء والكهرباء؟ أليس هو من يفرض بقوة السلاح عدم إنتظام عودة الحياة الطبيعية إلى البلد، كل البلد بكل مناطقه؟؟

هذا وقد إنضم إلى جوقة العازفين هذه النائب حسين الحاج حسن الذي رأى “أن الإنقسام السياسي النيابي لا يسمح بإنتخاب رئيس جديد إلآ من بوابة التوافق ومن أولى مهامه الحفاظ على السيادة وهذا لا يكون من دون قوة تحمي هذه السيادة، ولم يستطع لبنان أن يفرض شروطه في الترسيم البحري لولا وجود قوة في لبنان هي معادلة الجيش والشعب والمقاومة، وفي قلب هذه المعادلة المقاومة لا تطلب حماية من أحد ولكن أن لا تُطعن في ظهرها كما يخطط البعض في الداخل وفي الإقليم.

فهل نسيت يا سعادة النائب الخط الأحمر الذي وضعه قائدكم أمام الجيش اللبناني لمنع تقدمه بإتجاه مخيم البارد يوم أراد التصدي للإرهاب؟ وهل نسيت معاليك عندما كنت وزيرا للزراعة كيف نقلت الإعتمادات المرصودة لمركز الابحاث الزراعية في العبدة ولتحسين الزراعة في عكار، من هذه المناطق المحرومة والفقيرة إلى منطقة الهرمل لتضاف إلى الأموال المرصودة اصلا إلى تلك المحافظة وفق موازنة ذلك العام؟ أم تريدنا ايضا أن نتحدث عن بطولاتك يوم تسلّمت وزارة الصناعة والعمل في الحكومة التي تلت السابقة؟ حيث لم ينل كل الشمال أي قرش من وزارتك لصالح مشاريعه التي توقفت آنذاك!!
أهكذا تريدون لبنان شقفة إلي وشقفة لغيري والشقفتان تحت وصايتكم وبتصرفكم؟.

تحرك بكركي
في سياق آخر برزت دعوة بكركي المباشرة إلى النواب لكي يتحملوا مسؤوليتهم الوطنية حيال عملية إنتخاب رئيس جديد للجمهورية و “الا يقعوا ضحية الغش
والتضليل والتسويات والوعود الإنتخابية العابرة وفريسة السطو والتهديد والوعيد، كما ناشدهم مشددا على ان رئيس لبنان “لا يُنتخب بالتهديد والفرض”.

وأعرب البطريرك الراعي في عظة الأحد عن الألم جراء هدر النواب الوقت “خميسا بعد خميس في مسرحية هزلية لا يخجلون منها، ويستخفون بإنتخاب رئيس للبلاد في أدق الظروف” محملا إياهم مسؤولية خراب الدولة وتفكيكها وإفقار شعبها، لافتا إلى أن كل اللبنانيين نوابا ومواطنين يعرفون سبب مشاكل لبنان والعوائق والقوى والجهات التي تحول دون إنقاذه، مؤكدا على وجوب إعادة الشراكة الوطنية وتعزيزها بين مختلف مكونات الأمة اللبنانية، ودعوة الدول الشقيقة والصديقة إلى تنظيم مؤتمر لمساعدة لبنان وتطبيق قرارات مجلس الأمن المختصة ببسط السلطة اللبنانية الشرعية  على كامل أراضي البلاد مع تثبيت حدوده مع كل من إسرائيل وسوريا.

المسرحية الهزلية
هل تنقلب ماساة؟؟

من جهة ثانية يبدو أن اللبنانيين قد إعتادوا على المسرحية الإسبوعية كل خميس، وهذا هو اسوء ما يمكن أن يعتاد عليه اللبنانيون سيما وأن المسرحية الهزلية الإسبوعية باتت تنقلب شيئا فشيئا إلى دراما مأساوية وسط إرتفاع الأعباء المعيشية وإشتعال الأسعار من جهة ومن جهة ثانية يبدو أن جمهور “حزب الله” وقواعده بات عليهم أن يتحملوا أعباء المشاهد التي يدفع بها الحزب إسبوعيا إلى خشبة مسرح ساحة النجمة بنتيجة إستمرار تحالفه مع التيار الوطني الحر ورئيسه النائب السمج (الغليظ) الذي يقوم بدور البطل الخارق وقد إسترجع لقبه الذي عرف به مع بداية العهد البائد (أنا أو لا أحد).

لذلك يمكن القول أن عرض الإسبوع القادم لن يشهد تغيرات تذكر او تبديلات بإمكانها أن توحي بإقتراب تحقيق إجماع على أحد المرشحين المحتملين، ذلك أن التقاربات والتوافقات لم تبدأ بين الكتل المعنية.

وتتوقع المصادر أن “تطير” الجلسة الثامنة كسابقاتها من دون أن تقدم أو تؤخر في التموضعات النيابية بين كتل 8 آذر وكتل المعارضة، مع إحتمال أن ترتفع اصوات مرشح المعارضة ميشال معوض بعض الشيىء وبنتيجة المراجعة التي أجراها بعض النواب داخل كتلهم وتناولوا فيها ما جرى تسجيله من مواقف خلال الجلسة السابعة، إضافة إلى ما رشح من مواقف عربية وإتصالات فرنسية- اميركية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى