مقالات

ماذا يعني اليوم، 22 تشرين الثاني … استقلال لبنان هل بات ذكرى ام حلم؟

الإعلامية أماني نشابة

شكوكٌ أكثر من أي وقت مضى حول الفرصة المتاحة أمام لبنان ليكون مستقلاً ومتحرراً من اللامساواة الاجتماعية الشديدة الناجمة عن جشع المصارف والفساد المستشري لدى الطبقة الحاكمة، من دون استثناء.
إذن عيد الاستقلال ليس سوى ذكرى تتكرر، سنةً تلو الأخرى، لعرضٍ بائد يُحييه الممثّلون أنفسهم، أو ممثّلون جدد.
لم يعد هناك من طعم خاص للاستقلال في لبنان، حتى انه فقد طعم الاستقلال الشكلي الذي كان يحتفل به على مر السنوات في العقد الاخير من الزمن، ليبقى الجيش اللبناني وحده القاعدة الرئيسية والجامعة في هذه المناسبة، محافظا على شعاره.
لقد سعى اللبنانيون إلى الاستقلال والحرية، وهي إحدى السمات البارزة التي تميّزوا بها خلال حقبات التاريخ المختلفة يوم أعلن بشارة الخوري ورياض الصلح ورجالات وطنيون الاستقلال.. فاعتقلتهم فرنسا في قلعة بشامون واليوم يغيب احتفال الذكرى بسبب ظروف تهدد كيانه.

محزن جداً جداً أن يقع استقلال بلدنا ضحية حلقات متتالية من الجنون السياسي والأمني والطائفي وأن تكون دولته عاجزة حتى عن عقد جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية.
ومحزن جداً جداً ايضاأن يشعر المواطن اللبناني بعد ٧٨ عاماً على الاستقلال أنه يحتاج إلى دولة حرة سيدة مستقلة ليست رهينة حزب أو طائفة أو منصة لحراس الحروب الأهلية العربية”.
يؤسفني أن اسميه “احتقلالا” لأن استقلال لبنان اليوم ليس سوى مهزلة.
فالمواطنة الحقيقية والاحتفال تحتفل بالاستقلال الذي نفخر به حد عنان السماء، مطلبنا الأول والأخير، ونرفض رفضا قاطعا ان يُقسم الوطن لطوائف وأحزاب، همها الأكبر حشد الجماهير المحسوبة على بعض التيارات او الجماعات او الأحزاب، التي يتلقى بعضها التعليمات والأوامر من الخارج.
كم يكون مفرحا لو ان الجميع قلبه على الوطن، ليس أكثر ويبقى في النهاية حلم أي لبناني أن يرى وطنه يحتفل بالاستقلال وأن يكبر الوطن بكل فئاته، وأن لا يكون له همّ سوى الوطن… نعم فقط للوطن وكلنا للوطن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى