مقالات

عون أدخل اللبنانيين إلى قعر جهنّم وحليفه قائد حزب السلاح أوصلهم إلى عنق الزجاجة.

 

مقال للكاتب والصحافي صفوح منجّد نشرت في موقع “ناشطون”

حفلت الأيام القليلة المنصرمة بتطورات وأحداث سياسية ونيابية وإقتصادية إلى جانب إستمرار المآسي التي مرّ ويمرّ بها شعبنا اللبناني حيث باتت حبة الدواء ورغيف الخبز ومأكله ومشربه إضافة إلى تنكة البنزين والمازوت والحصول عليها من سابع المستحيلات وسط تصاعد أسعار المواد الغذائية والتموينية.

وفي خضم كل ذلك يستمر الممثل العسكري الإيراني في لبنان في إطلاق تصاريحه العشوائية والتي يستشف منها الوعيد والتهديد إذا لم ينصاع اللبنانيون إلى مخططاته والتي يحاول من خلالها، وتحت ستار حماية لبنان، زرع الفتنة وخلخلة الوضع الراهن ودفعه نحو المزيد من التدهور والإنقسامات، وهي بعيدة كل البعد عن التوافق والعهود التي توصل إليها اللبنانيون بعد أحداث مريرة وطاحنة وأسفرت عن وحدة لبنان أرضا وشعبا ومؤسسات، وإذ بهذا الفريق يحاول بشتى السبل زعزعة وحدة الكيان اللبناني ونسف إتفاق الطائف من خلال إدعاءاته بأنه إنما يمتلك السلاح دفاعا عن لبنان، في حين أن سلاحه كان وما يزال موجها ضد معظم أبناء الشعب اللبناني، بل لقد إستخدمه وما يزال ضد اللبنانيين سواء في مدنهم وقراهم، وقتل وشرّد وأباد.

وتاريخنا الحديث قبل وأثناء وبعد العهد البائد حافل بالتواريخ والأماكن التي إستخدم فيها السلاح ضد اللبنانيين وإغتال بها قادة وسياسيين وحزبيين من مختلف الإنتماءات الوطنية، وأسماؤهم محفورة في نفوس وذاكرة اللبنانيين.

واللجوء من حين إلى آخر للترويج بأن سلاحه ضد إسرائيل، هي كذبة الأكاذيب لا تنطلي على احد بإستثناء تلك المواجهات المفتعلة للترويج لهذه المقولة كما يدّعوون، ونحن طبعا ننحني تقديرا وإجلالا لأرواح شهدائكم الذين دفعوا حياتهم في هذه المواجهات لمصالح ذاتية يحفل بها تاريخكم القاتل سواء في اليمن والعراق وسوريا وأيضا في لبنان أرضا وجوا وبحرا، ولكن أهلهم ورفاقهم لا يُدركون حقيقة تلك الفبركات التي جرت بالإتفاق مع عدونا المشترك.

وللأسف اليوم تشاركون إلى جانب مقاتليكم في سوريا والعراق في قمع ثورة أحرار إيران وإنتفاضة أبنائها شابات وشبانا في وجه نظام القمع والقتل وآلته العسكرية.

وبهذه المناسبة لا يفوتنا أن نذكركم بتلك البطولات التي خاضها اللبنانيون وخاصة القوى الوطنية ومن بينها إخوة لنا وأخوات في الجنوب ومن سائر المناطق اللبنانية، ضد إسرائيل وعملائها وما سطروه من بطولات ودفعوا أثمانه شهداء وضحايا وأسرى ، هؤلاء الأبطال الذين ينتمون إلى أحزاب وقوى وطنية عديدة وتنظيمات مسلحة وتدربوا على أعمال المواجهات العسكرية والقتالية وواجهوا مع أهاليهم في الجنوب طائرات ودبابات وجيش العدو الإسرائيلي ودحروه عدة مرات إلى ما وراء الحدود بعد تكبيده الخسائر الفادحة الكبيرة في الأرواح والعتاد وبالطبع دفعوا الثمن غاليا بإستشهاد خيرة أبنائهم وبناتهم.

وتتذكرون أثناء الإجتياح الإسرائيلي للجنوب ووصول العدو إلى بيروت أنّ إخوانكم وأخواتكم وعائلاتهم من أبناء الجنوب نساء وأطفالا وشيوخا نزحوا بالمئات بإتجاه مناطق الشمال بما فيها طرابلس والضنية وعكار حيث تم إستقبالهم من قبل أهلنا وفتحوا لهم قلوبهم قبل بيوتهم .

ونأمل أن تتذكروا أيضا أنكم سرعان ما أرسلتم موفديكم إلى الشمال بصورة خاصة ومعهم صناديق محمّلة بالعملة الأميركية (الدولارات) وأجرى هؤلاء لقاءات عاجلة بالنازحين ودفعوا مبلغا من المال لكل عائلة مهجرة لقاء العودة الفورية إلى الجنوب.

ألا تتذكرون يا سيد أم تريد تذكيرك ايضا بالهدف من وراء هذا المال المدفوع، والسبب يكمن في عدم رغبتكم ببقاء إخواننا النازحين من أبناء الجنوب بين إخوتهم الشماليين ؟!.

هل نذكرك بأنكم خفتم يوم ذاك من الحوارت والأحاديث التي كانت قد بدأت للتو بين المقيمين وبين الوافدين عن المصالح الذاتية والفعلية للحزب من وراء تلك المناوشات ضد إسرائيل وفي مقدمها عملية الخطف التي جرت وطاولت إثنين من الديبلوماسيين الإسرائيليين والتي تسببت آنذاك بذلك الإجتياح للبنان وضرب عاصمته ونسف الجسور في مختلف المناطق اللبنانية وكبّدت لبنان خسائر فادحة، تلك الممارسات التي قال عنها الأمين العام لحزب الله بعد فترة، وفي نقد ذاتي اُذيع في وسائل الإعلام وقال فيه “لو كنت أعلم بأنه سيحدث كل هذا الخراب والدمار وأعمال القتل ما أعطيت أمر تنفيذ عملية الخطف هذه”!!.

ترى كم هي الأعمال التي قمتم بتنفيذها دون أن تفكروا بعواقبها؟ وهل انتم اليوم تُدركون كم ستكون فداحة الأخطار التي بدأت تنتج عن حديثكم الأخير الذي أدليتم به قبل أيام ؟ وما حمله وتضمنه من تهديد ووعيد ضد كل اللبنانيين بإستثناء فريقكم المقدس؟ وأنكم أدخلتم البلد في عنق الزجاجة في الوقت الذي لم يخرج شعبنا بعد من الجحيم الذي أوصله إليه حليفك صاحب العهد البائد؟؟.

أيام، بل ساعات وتتبيّن حقائق التهديدات ومخططات التفجير التي تستعدون لها!! أم هي مجرّد تهويلات لتغطية حقيقة الأحداث الجارية في إيران والتي باتت بالفعل تهدد النظام الإيراني… وتلك هي المسألة؟!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى