اخبارلبنان

الراعي في عيد الغطاس: نحن لا نريد أن يتحمّل لبنان وشعبه وزر أوطان وشعوب أُخرى وقرار الحرب والسلم يعود حصرًا إلى الحكومة بثلثي أعضائها

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس عيد الغطاس في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي عاونه المطران بولس الصياح ، الآباتي سمعان ابو عبدو، امين سر البطريرك الاب هادي ضو، رئيس مزار سيدة لبنان _ حريصا الاب فادي تابت، ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور حشد من الفاعليات والمؤمنين.
بعد الانجيل المقدس ورتبة تبريك الماء، ألقى الراعي عظة بعنوان:”لـمّا اعتمد يسوع … إذا بصوت من السماء يقول: أنت إبني الحبيب بكَ سُررت” (لو 3: 21-22)، قال فيها: “تحتفل الكنيسة اليوم بعيد معموديّة يسوع بوجهيها: الوجه الأوّل، ظهور يسوع في ألوهيّته، ويُسمّى بحسب اللفظة السريانيّة “الدِنْح”. الوجه الثاني، نزول يسوع في ماء نهر الأردنّ وقبوله المعموديّة من يوحنّا، ويُسمّى “الغطاس”.

واضاف: “على صورة الإله الواحد والثالوث خُلقنا. رسالتنا شدّ أواصر الوحدة في تنوّعنا. الوحدة مسؤوليّة وضعها الله على عاتق كلّ إنسان. ولا يحقّ لأحد تفكيك أواصر هذه الوحدة. بالنسبة إلينا نحن المسيحيّين نحمل أجمل رسالة وهي بناء الوحدة. الهدم سهل وتكفيه كلمة واحدة هدّامة، أمّا البناء فصعب لأنّه يقتضي أن يكون في قلب كلّ واحد منّا المحبّة واحترام الآخر والإحتمال والصبر وطول البال وعلى الأخصّ التجرّد والتواضع والوداعة. هذه القيم الروحيّة والأخلاقيّة والإنسانيّة ضروريّة لدى كلّ إنسان، لكي تسلم الحياة الزوجيّة والعائليّة، والحياة في المجتمع، والحياة في الوطن. فلو وُجدت حقًّا لدى السياسيّين ورؤساء الكتل النيابيّة والنوّاب عندنا في لبنان، ولو كان ولاؤهم لهذا الوطن دون سواه، لكانوا عاشوا هذه الوحدة من أجل لبنان، ولكانوا انتخبوا رئيسًا للجمهوريّة بموعده الدستوريّ، ولحرصوا على انتظام المجلس النيابيّ والحكومة، ولكشفوا عن نواياهم السليمة، إذا كانت كذلك”.

وقال: “بهذا السياق، نحن لا نريد أن يتحمّل لبنان وشعبه وزر أوطان وشعوب أُخرى، يجب أن نتمسّك بالقرار 1701، وتجنيب لبنان واللبنانيّين بالحكمة وضبط النفس الدخول في حرب إسرائيل على غزّة. فها أهل بلدات الجنوب يعانون من وزر هذه الحرب قتلًا، وتدمير منازل وإتلاف بساتين وتهجيرًا. نحن لا نكفّ عن المطالبة بكلّ إمكانيّتنا ولدى جميع الدول والمراجع الرسميّة بحقّ الشعب الفلسطينيّ بأن يرجع إلى أرضه، ويعيش في دولة خاصّة به. ومعلوم أنّ هذه الوسيلة أجدى من الحرب والقتل والدمار والتهجير والتشتت على الطرقات والجوع والقهر والحرمان. إنّنا نطالب مع كلّ ذوي الإرادات الحسنة إيقاف النار والحرب، والبدء بإيجاد الحلول بالمفاوضات الديبلوماسيّة. ونطالب بعدم توريط البلدات الحدوديّة ولبنان وشعبه في امتداد هذه الحرب. ونذكّر بأنّ قرار الحرب والسلم يعود حصرًا إلى الحكومة بثلثي أعضائها وفقًا للدستور (المادّة 65) نظرًا لخطورة كلّ حرب في عواقبها الوخيمة”.

وختم الراعي: “فلنصلِّ إلى الله، أيّها الإخوة والأخوات، في عيد النور كي يُشرق بنوره على العقول والقلوب والضمائر، فيعيش الجميع على ضوء النور الإلهيّ، نور الحقيقة والمحبّة والعدالة والسلام، فنرفع المجد والشكر إليك، أيّها الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبدن آمين”.

زر الذهاب إلى الأعلى