متفرقاتمجتمع

لن ننسى الجرح…. 4 آب جرح في القلب


الإعلامية أماني نشابة

اليوم، 4 آب، هو التاريخ الذي غيّر حياة الآلاف من اللبنانيين. منهم من فقد عائلته او حبيب له او قريب او حتى جار عزيز على قلبه… والآلاف فقدوا مأواهم، والأسوأ أن الكثر فقدوا الأمان حتى في منازلهم.
في مثل هذا اليوم نستذكر تلك اللحظات الدموية التي أدمت قلوبنا وبقيت تنزف حتى اليوم ونحن نستذكر من فقدناهم، والمحبط مما سبق وذكرنا، أنه لا يوجد من جرى محاسبته ومحاكمته وتقديمه للقضاء… هي جهنم الحقيقية.
اليوم وبعد مرور سنتين ما زالت مأساة إنفجار مرفأ بيروت في قلوبنا ومحبو بيروت، لم تنطفئ من أذهانهم. ومن عديد الأسباب ان الحقيقة لا تزال مطمورة تحت الركام.. الركام الذي اوقع المئات من الوفيات والمصابين، بعضهم ما زال حتى يومنا لم يشفى.
المخزي والمشين من توابع هذه الكارثة أن الكثيرون استغلوا بيروت أسوأ استغلال… ربما أكثر من العاهرات لذلك غير مباليين لما اصبحت عليه بيروت الضحية اليوم
ستبقى هي الذكرى الموجعة بعد سلسلة من الضربات التي أصابنا الإدمان على تلقيها، ما بعد 4 آب نتذكر… لن ننسى حتى ما قبله وبعده، ونحن نحصي الأيام، ربما البعض يتذكر من سقطوا جراء تفجير الميناء، وبعضهم الآخر ربما يتناسى او يتذكر ان الضحايا مجرد أرقام.
هو القدر لا نعترض عليه، لكن من حقنا الطبيعي ان نعرف من قام باغتيال حلمنا؟
الدولة حتى اليوم لن تبدي الاهتمام المفترض، نعم نريدها ان تكشف لنا من هم السماسرة الذين قبضوا ثمن الدماء التي سالت، كانوا يعرضوا مبالغ على البيوت المتضررة جراء انفجاء المرفأ، اذن هم شركاء في الجريمة البشعة، بل ربما يكون أكثر إجراماً.
السماسرة نفسهم هم من ذهبوا الى الضحايا ولسان حالهم يسألوا عن الثمن، ثمن بيوتهم.. يسرحوا ويمرحوا دون رقيب أو حسيب، لا يترددوا باستغلاهم.. ربما هي فرصة لهم حتى يقتنصوها على حساب الدماء التي سالت،لست وحدي من أطالب بتحقيق العدالة، هي أساس حق مشروع للمطالبة به، وحق الشهداء، لا ان نذكر اسماؤهم وحسب… الجرح هو هو والألم لا زال يعتصر قلوبنا على شهداء ضاعت حقوقهم ومدينة دُمر حاضرها وتاريخها.
القناعة هي بأن ما تهدم وانهار يمكن إصلاحه وإعادة تعميره، لكن الجرح الذي في القلب كيف له الشفاء؟
بيروت ستبقى راسخة خالدة في وجدان اللبنانيين الشرفاء، لانها هي القلب ونبض الحياة، ستبقى هي ايقونة المدن في القلب والوجدان وستبقى قضيتنا حتى القصاص العادل للمجرمين والفاسدين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى